تقرير خاص: #السعودية حليفة نفسها.. #الإمارات عازمة في انسحابها واليمنيون عازمون على الرد
محمد الفرج..
بدأت الإمارات بشكل جدي بالانسحاب من اليمن من خلال تسليم مواقعها أو تخفيض تواجدها العسكري بشكلٍ كبير فيها، ما يشير إلى انهيار التحالف بينها وبين السعودية .
لكن مساعي التخفّيف من الخسائر قد لا تحميها من الغرق، إذا لم تقفز من القارب قبل فوات الآوان، الانسحابات التي تقوم بها الإمارات في اليمن، لا يتم تنسيقها مع محمد بن سلمان في السعودية ولم تعلنها الإمارات تفادياً لزيادة حدّة الخلاف بين الطرفين كما تقول صحيفة "نيويورك تايمز".
حيث كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن أن السعودية تلقت نبأ الانسحاب التدريجي لحليفتها، الإمارات، من الحرب في اليمن، بخيبة أملٍ كبيرة، وحاولت، عبر ديوانها الملكي، ثنيها عن هذه الخطوة.
وأضافت الصحيفة الأمريكية بأن كلفة الحرب العالية جداً بالنسبة إلى أبو ظبي حالت دون الاستمرار بتحقيق رغبة الرياض، ناقلة عن دبلوماسي غربي مطّلع على الملف قوله إن مسؤولين كباراً في الديوان الملكي السعودي تدخّلوا في محاولة لثني الإمارات عن قرارها.
وأشارت الصحيفة بأن أشخاص مطلعون على موقف أبو ظبي بأن الأخيرة تجنّبت إعلان قرارها بشكل رسمي، في محاولة للتخفيف من عدم رضى السعوديين عن هذا القرار، لكن مسؤولاً في السفارة السعودية في واشنطن نفى أن تكون المملكة غير راضية عن الانسحاب الإماراتي، مؤكداً أن البلدين "يبقيان متحالفين استراتيجياً حول أهدافهما في اليمن"، وأن "التبديلات العملياتية والتكتيكية خلال الحملات العسكرية هي أمور طبيعية، وتتمّ بالتنسيق مع التحالف"، في محاولة للتخفيف من صدى القرار الإماراتي.
ورغم أن مسؤول إماراتي رفيع المستوى، زعم أن الانسحاب يهدف إلى "دعم وقف إطلاق النار الهش الذي توسطت فيه الأمم المتحدة في مدينة الحديدة" ، إلا أن مستشرق عبري يدعى "تسفي بارئيل" اعتبر أن "التقدير الإسرائيلي للانسحاب الإماراتي من اليمن جاء لخشيتها من تحولها لهدف أمريكي، مما جعلها تفاجئ شركاءها في التحالف".
يضاف لذلك حقيقة الردع اليمني، والتخوّف الإماراتي من ضرب جبهتها الداخليّة بالصواريخ، وهي تهديدات علنيّة وجّهها خصمها حركة أنصار الله، والذين أثبتوا قُدرتهم على ضرب المواقع الحيويّة في السعوديّة حليفة الإمارات، كان آخرها مطار أبها، كما جازان ونجران، وكما يتردّد عن سقوط مواقع عسكريّة بعينها لصالح قوّات أنصار الله في الحد الجنوبي.
حيث يحيط الكثير من الغموض بالموقف الإماراتي في اليمن، في ظل حديث إعلامي أن الخطوات الجديدة جاءت كجزء من ترتيبات وتفاهمات قام بها الإماراتيون مع إيران تشمل بنودا أخرى.
وفي هذا السياق، يرى الباحث في معهد الخدمات الملكية المتحدة، مايكل ستيفنز، أن الانسحاب يضع السعوديين أمام حقيقة تقول بأن هذه الحرب فاشلة، كما يُظهر لنا أن شريكي (تحالف العدوان) لا يملكان تصوراً واحداً لمعنى نجاح هذه الحرب.
وبعد أن تسببت المملكة بسقوط آلاف الضحايا في اليمن وتم اعتبار ولي عهدها مجرم حرب ، هل ستتخذ السعودية ذات القرار، وتبدأ انسحاباً تدريجيّاً “استراتجيّاً، وتكتيكيّاً” بذات مُسوّغات الحليف الإماراتي، لتجنيب نفسها، وأراضيها، مزيداً من الخسائر بعد أن أصبحت وحيدة في هذا التحالف؟
أضيف بتاريخ :2019/07/14