تقرير خاص: التفاف سعودي لبناني.. اجتماع لصيانة العلاقة بينهما
محمد الفرج..
بعد الضجة التي أثارتها تغريدة وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل ، ورد الأمير السعودي عبد الرحمن بن مساعد ، والتوقعات بانهيار الصحبة اللبنانية والسعودية، يعاود الجانبين إحياء اللقاءات السياسية بينهما، إلا أنها تميزت هذه المرة بغياب رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري.
حيث شد الرحال ثلاثة رؤساء سابقين للحكومة اللبنانية هم تمام سلام ونجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة، واتجهوا للقاء الملك السعودي في مكتبه، متذرعين بأن سبب اللقاء هو "مواجهة حزب الله والتيار الوطني الحر".
ورغم كل ما قيل عن أن الدور السعودي في لبنان سيكون اقتصاديًا واجتماعيًا الفترة المقبلة لإعادة بيروت إلى محيطها العربي والخليجي، وعن أن المملكة معنية بإعادة لبنان إلى محيطه العربي، إلا أن غياب الطرف الأساسي في تلك المعادلة لم يكن موجود، وهو ما يطرح العديد من التساؤلات.
صحيح أن السعودية لديها اهتمامات أكثر إلحاحاً، ولها أولوية عندها أكثر من لبنان أو سوريا، لكن أيضاً، ثمة قناعة يجب أن تكون راسخة، أن لبنان وسوريا في المفهوم السياسي والاستراتيجي، يشكلان خطّ دفاع أول عن السعودية تحديداً والخليج برمّته عموماً.
ولو أن "التوازن" العربي قائم فيهما، لما انتقلت المعارك إلى اليمن أو إلى حدود المملكة، ولما وصلت النيران لتطال مطار أبها، المعادلة واضحة، أي خسارة في لبنان أو سوريا، ستؤدي إلى المزيد من الخسارات في الخليج، وداخل معادلة الصراع مع إيران لا يمكن للسعودية الاكتفاء بتحالفها الاستراتيجي مع الولايات المتحدة لحماية عمقها وحدودها ومجالها الخليجي الحيوي ومداها العربي في بلاد الشام، فلبنان رغم صغر مساحته سيكون ورقة رابحة بيدها لتستخدمها في وقت من الأوقات.
فعلى الرغم من وجود اختلافات أو ملاحظات لدى كل من السعودية ولبنان على بعضهما البعض، وإيقاف الدعم السعودي للبنان كان له دور بتراجع الثقة بين الاثنين، إلا أنها اليوم مستعدة لتدفع أضعاف لتحصل على تلك الورقة الرابحة.
ومهما تذرعت السعودية بأنها تخاف على مصلحة لبنان وهمها وشغلها الشاغل تأمين مستقبل واعد له، إلا أن هدفها واضح وضوح الشمس ، هي تريد تثبيت حلفاء لتستند عليهم تحسباً لأي مواجهة مستقبلية تضعها في دائرة الخطر، بعد أن أيقنت أن أي خلاف صغير مع أي دولة خليجية لن يكون عارض.
وهذه الرسالة كانت متبادلة، فرؤساء الوزراء الثلاثة نوّهو للملك السعودي بأن استمرار تهميش الملف اللبناني عن الاهتمامات والأولويات السعودية، لن يؤدي فقط إلى الخسارة السياسية والاستراتيجية، إنما سيدفع بالكثيرين إلى الذهاب بعيداً في مواقفهم وربما في خياراتهم، وهذا قد يعد تهديد واضح وصريح للمملكة التي لا ترغب بخسارة ورقة لبنان.
كلام كثير قيل وسيقال عن الزيارة ونتائجها، لكن خلاصتها في جملة واحدة، السعودية لن ترأب الصدع في علاقتها مع لبنان لولا أنها أدركت خطورة الموقف التي هي فيه الآن، وخوفها من مواجهة في المنطقة قد يدفع بها للتحالف مع الشيطان حتى.
أضيف بتاريخ :2019/07/20