محمد الفرج..

بعد 16 عاماً على خروج آخر جندي أمريكي من السعودية، يفتح اليوم الملك سلمان الباب للمئات منهم للدخول مجدداً والإبقاء ضمن قاعدة أمريكية في المملكة.

اليوم السبت، عادت القوات العسكرية إلى السعودية لتنهي بذلك 16 عام من الاستقلال السعودي عن التواجد الأمريكي، حينما أعلن الجيش الأمريكي انسحابه بشكل رسمي من السعودية في 26 آب/ أغسطس 2003، بعد تسليم قاعدة الأمير سلطان الجوية للجيش السعودي، فيما اعتبر وقتها إعلاناً رسمياً لنهاية الوجود العسكري الأمريكي في السعودية.

البداية اليوم كانت مع نشر الجيش الأمريكي لـ500 جندي في قاعدة الأمير سلطان في السعودية بموافقة رسمية من العاهل السعودي "الملك سلمان بن عبدالعزيز" بذريعة وهي رفع مستوى العمل المشترك في الدفاع عن أمن المنطقة واستقرارها وضمان السلم فيها ومواجهة إيران.
 
لكن في الجهة المقابلة، أصدرت القيادة الأمريكية الوسطى، بياناً صحفياً، أكدت به أن وزير الدفاع الأمريكي أذن للقوات العسكرية الأمريكية، بنقل العتاد والموارد العسكرية إلى المملكة السعودية، بعد طلب المملكة ذلك والتنسيق على نشر القوات الأمريكية فوق أراضيها.

من جهتها قالت صحيفة  "وول ستريت جورنال"، إن نشر القوات الأمريكية هو اعتراف بأن واشنطن لا تزال ترى في السعودية مصلحة حيوية لها في المنطقة، رغم اعتراض الكونغرس على مبيعات السلاح والحرب في اليمن، وشجب عملية قتل جمال خاشقجي على يد فرقة موت في قنصلية بلاده في اسطنبول العام الماضي.

ورغم أن إعلان المملكة السعودية، عن موافقة لنشر قوات أمريكية فوق أراضيه، جاء بعد إعلان الحرس الثوري الإيراني، مساء الجمعة، أنّه قام مصادرة ناقلة نفط أجنبية أبان خرقها القواعد البحرية الدولية وقت عبورها مضيق هرمز، إلا أنه لايمكن ربط الحدثين مع بعضهما، ولسبب واحد هو أن أنه سبق وتم الكشف عن معلومات تفيد بأن السعودية ستمنح جزءاً من أراضيها لـ"إسرائيل" لإنشاء قاعدة عسكرية.

وبالطبع، السعودية لن تكون قادرة على إعلان هذا الاتفاق مع كيان الاحتلال في حال تم، لكنها ستتحدث بأن المنطقة العسكرية ستكون تابعة للقوات الأمريكية، ولكن في حقيقة الأمر سيكون للوجود العسكري الإسرائيلي نصيب الأسد فيها.