تقرير خاص: تجري الرياح في #هرمز بما لا تشتهي السفن البريطانية.. لكن لا بوادر حرب في المنطقة
رائد الماجد..
بدأت تزداد حدة التوتر بين كل من بريطانيا وإيران على خلفية حادثة احتجاز نواقل النفط من قبل الطرفين، لنشهد حركة تلطيف أجواء من قبل السعودية تمثلت بالإفراج عن ناقلة نفط ايرانية أصابها عطل فني قبل نحو شهرين ورست في ميناء جدة لإصلاحها.
قد لا تعني تلك القضية شيء أمام المشكلة الأكبر بين بريطانيا وإيران، تلك المشكلة التي حركها مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جون بولتون في محاولة منه للضغط على إيران دون الاكتراث بالأضرار الجانبية حتى لو كانت ستطال حليفًا وثيقًا لأمريكا مثل بريطانيا.
كانت فرحة بولتون عارمة عندما سمع أن قوات البحرية البريطانية استولت على ناقلة نفط إيرانية قبالة جبل طارق في يوم الاستقلال الأمريكي، قائلاً في تغريدة على حسابه الرسمي عبر "تويتر": "أخبار ممتازة: احتجزت المملكة المتحدة ناقلة النفط العملاقة جريس 1 المُحملة بالنفط الإيراني المتجه إلى سورية في انتهاك لعقوبات الاتحاد الأوروبي" وفق ما قال.
وبعد المطالب الإيرانية بالإفراج عن تلك السفينة التي راحت أدراج الرياح، ماكان من إيران إلا التوعد بالرد الذي تم تحقيقه يوم الجمعة حيث تمكن الحرس الثوري الإيراني من احتجاز ناقلة النفط البريطانية "ستينا إمبيرو" لدى عبورها مضيق هرمز.
ورغم ادعاء الشركة المالكة للسفينة بأنها تعرضت لهجوم، إلا أنه بعد التحري تبين أن "أستينا أمبيرو"، تم توقيفها بسبب إطفائها جهاز تحديد المواقع لدى دخولها مضيق هرمز وعدم التزامها بخطوط الملاحة وتلويث المياه الدولية وعدم الاهتمام بتحذيرات إيران، فيبدو أن الشركة البريطانية تصرّح بما يملى عليها محاولة تحويل القضية لخلاف سياسي بحت.
تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، وهذا ما حصل مع السفينة البريطانية التي تم احتجازها، لتصبح الرياح تجري الآن بما تشتهي إيران، وحتى الرياح السياسية تجري نحو مفاوضات مرتقبة لا تنذر بحرب في المنطقة.
فحتى بعد تفاقم الأوضاع بين المملكة البريطانية وإيران، لم تتخذ الدولتين بعد قرارًا بتحريك أي قوة عسكرية أو توجيه ضربة ضد الطرف الآخر، فيبدو أن الجميع لا يفضل المواجهة العسكرية، فكل المعطيات وردود الفعل لا تذهب إلى التصعيد العسكري حتى اللحظة، نظرًا لأن الجميع يدرك مدى الضرر الذي يعود على الجميع حال أي تصعيد عسكري في المنطقة، خاصة حال توقف تصدير النفط، الذي سيضر بالاقتصاد العالمي ككل.
وفي أي صدام عسكري مع إيران، ستلجأ بريطانيا إلى الولايات المتحدة للحصول على الدعم والشرعية الدولية، وهو أمر صعب، لأن واشنطن نفسها لا تسعى للتحرك عسكرياً ضد طهران، وبالتالي فإن تلك العملية تبدو مستبعدة.
ما يتوقعه الرأي العام في إيران هو إغلاق مضيق هرمز بوجه ناقلات النفط البريطانية وسفنها والإستيلاء عليها، كمعاملة بالمثل وهذه الإجراءات هي مشروعة بالكامل".
أضيف بتاريخ :2019/07/21