تقرير خاص: عرض مخزي في #البحرين.. هل أصاب حكومتها صمم ؟
رائد الماجد..
تعمدت السلطات البحرينية أمس إعدام ثلاثة رجال أدينوا في قضيتين منفصلتين إحداهما قتل ضابط شرطة والأخرى قتل إمام مسجد، اثنين منهما من الأقليات الشيعية التي لطالما صدرت أحكام مجحفة بحق أبنائها سواء في البحرين أو السعودية أو دول أخرى تعيش تمييز طائفي بحت.
وبعد تعذيب على أيدي ضباط الأمن البحريني، سواء عن طريق الصدمات الكهربائية والضرب أو عن طريق اقتلاع أظافر علي العرب، قضى الرجال الثلاثة نحبهم وسط إنكار من السلطات البحرينية أنها مارست التعذيب متحججة بأنها تحمي أمنها القومي.
ويبدو أن الحكومة البحرينية خططت لهذا بدقة ، واختارت وقت عمليات الإعدام ليتزامن مع فترات الاستراحة التشريعية للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لتفادي الرقابة الدولية، ولو كان هناك شكوك بأن أي من هؤلاء كان سيناصر ويحول دون تنفيذ عمليات الإعدام.
مواقف دولية:
دعت الأمم المتحدة وجماعات حقوق الإنسان الدولية البحرين، يوم الجمعة، إلى وقف عمليات الإعدام الوشيكة وكانوا يتوقعون تنفيذ عمليات الإعدام في الساعات التالية، خاصة بعد أن تلقت عائلتا المعتقلين علي محمد العرب (25 عاما) وأحمد عيسى الملالي (24 عاما) مكالمات هاتفية للقيام بزيارة خاصة لهما ووسط أنباء عن تشديد إجراءات الأمن في سجن احتجازهما، حيث يشترط القانون البحريني، السماح بزيارة عائلية للشخص الذي سيتم إعدامه في نفس يوم تنفيذ الحكم.
ولم تعط البحرين أذناً لتلك المناشدات وأصرت على تنفيذ الحكم الذي نال موافقة الملك البحريني أيضاً، دون أن يلتفت للأصوات المطالبة بإلغاء العقوبة أو تخفيفها.
عرض مخزي:
لا نريد أن نتحدث في السياسة، ولا نريد أن نؤيد هذا وذاك، ولا نسمح لأنفسنا أن نتدخل بشؤون غيرنا، ولكن بتنا نشاهد الظلم علناً، ولا أصوات تنادي بمحاسبة مرتكبي تلك الجريمة، الصامت عن الحق وحقوق الشعوب في كل الأفكار الحزبية والاجتماعية هو شريك في الجريمة.. والسكوت عن قتل الأبرياء جريمة.
ما قامت به السلطات في مملكة البحرين من خلال تعذيب الأبرياء في سجونها لكونهم يطالبون بحقوق مدنية هو ضد الإنسانية، هو إرهاب ولا يوصف بغير ذلك، وضد حقوق المواطن، وضد كل شرائع العالم، وهو من الاعمال الشنيعة التي لم تستجب لكل المناشدات الإنسانية والحقوقية في العالم!
إن تعمد إعدام الشهيد علي العرب و الشهيد أحمد الملالي دون ذنب، ودون محاكمة عادلة، ودون الالتفات إلى أصل الحكم، وأصول المحاكمة، وأصل العدل، وأصول القضاء، وأصل الإسلام، وأصول الدين هو عصر حجري متخلف لا ينتمي إلى هذا العصر، لا ينتمي إلى الإنسانية بصلة، ولا ينتمي إلى الدين لا من قريب ولا من بعيد، ولا كتاب عند من قام بهذا الفعل الإجرامي!
شهداء البحرين فضيحة بحق من يدعي الإسلام وهو صامت عن مواجهة الديكتاتور الفاعل في البحرين، فشهداء البحرين أزاحوا الستار اللماع عن دور الأمم المتحدة وتوابعها ممن يتغنى بحقوق الإنسان، لا بل أسقطوا دور حقوق الإنسان في بلاد الغرب، وفي النظام الإسلامي المهلل للجريمة!
عمليات الإعدام تلك كانت عرضًا مخزيًا تمامًا لاحتقار لحقوق الإنسان، والأمر يبعث على الصدمة عندما يُفرض بعد محاكمة جائرة تعرض فيها المتهمون للتعذيب و"للاعتراف" دون أن يتسن لأحد الحصول تعليق من ذوي المدانيين، غير أن البحرين اعتادت في السنوات الأخيرة على توجيه اتهامات مماثلة لمواطنين تقول إنهم مرتبطين بإيران وبتيارات مناهضة لها.
أضيف بتاريخ :2019/07/28