تقرير خاص: هجمات 11 أيلول تبعث من مرقدها و #السعودية في مرمى الإعلام مجدداً
رائد الماجد..
لا يمضي التاريخ على قضية إلا وتفتح أوراقها مجدداً ويبرز اسم السعودية في تلك الأوراق التي مضى على إغلاقها سنين، تماماً هذا ماحدث عندما فتحت أوراق هجمات 11 سبتمبر مجدداً.
يتوجه الإعلام اليوم لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية التي أشارت أن العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر، خالد شيخ محمد فتح الباب لمساعدة 800 شخص من أقارب ضحايا الهجمات في دعواهم ضد السعودية.
هؤلاء سبق ورفعوا دعوى ضد المملكة السعودية، واتهموا السلطات فيها بدعم شبكة تنظيم "القاعدة"، المسؤولة عن تلك الهجمات التي أودت بحياة حوالي 3000 شخص.
تلك الدعاوى بنيت على تحقيقات دولية، ورد في أحدها أن هناك صلات بين أفراد في السفارة السعودية في واشنطن وسعوديين وصلوا إلى الولايات المتحدة، على أنهم من منفذي هجمات 11 أيلول، فيما لفتت صحيفة "ذي اندبندنت" حينها إلى أن أموال لزوجة بندر بن سلطان ذهب جزء منها إلى شخص له صلة بهجمات إرهابية دون ذكر اسمه.
وتعالت في الولايات المتحدة اتهامات بشكل متكرر، تقول إن السعودية غضت الطرف عن أنشطة تنظيم "القاعدة"، بل وقد تكون لها اتصالات بهذه الجماعة، ورأت بالتالي أنها مسؤولة عن تلك الأعمال الإرهابية.
ويرى مراقبون بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد يستغل هذه الحادثة لاستجلاب المزيد من الأموال السعودية مقابل التعتيم على الاتهامات بعلاقة السعودية بأحداث 11سبتمبر.
نقاط تشابه بين حادثة اغتيال خاشقجي وهجمات 11 سبتمبر:
من جهة أخرى، لا تزال التفاصيل المعقدة المحيطة بخطف وتعذيب وقتل الصحافي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية بتركيا محاطة بشبكة من الخداع، لكن الأسلوب الذي نفذت به هذه العملية ينطوي على شبه كبير بهجمات الـ 11 من سبتمبر الإرهابية .
أحد أوجه الشبه الملحوظة بين الأحداث التي شهدها هذا الشهر وهجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، هو تركيبة الفريقين اللذين نفذا العمليتين. فقد وصل قتلة خاشقجي على دفعتين منفصلتين من أجل تنفيذ الهجمات، حسبما أفادت وسائل الإعلام التركية. وصل فريقان مكونان من عسكريين سعوديين مرتدين ملابس مدنية على متن طائرتين، وبعد أن نفذوا الهجوم، غادروا على شكل فريقين على متن طائرتين، وفقاً للتقارير الإخبارية.
وفي حالة هجمات 11 أيلول، كشفت تقارير إخبارية حينها أن 19 رجلاً، 15 منهم سعوديين، سافروا جواً دون أن يلاحظهم أحد -حرفياً- لما يقرب من عامين.
ويبقى التشابه الأبرز بين العمليتين هو العلاقة التي تجمع منفذي الهجمات بالطبقة السعودية الحاكمة. فقد كانت تجمع بين أسامة بن لادن، المسؤول عن هجمات الـ 11 من سبتمبر/أيلول، والعائلة المالكة السعودية علاقة وثيقة، ترجع في الأساس إلى عمل والده محمد بن لادن في مجال بناء وترميم المساجد في مكة وجميع أنحاء المملكة السعودية. كانت تربط محمد بن لادن، حتى موته في حادث تحطم طائرة عام 1967، صداقة قوية بالملك السعودي، وقد ورث أبناؤه -بمن فيهم بن لادن- هذه العلاقة.
إن الأسلوب الغريب الذي جرى من خلاله التخطيط لهجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول واغتيال جمال خاشقجي باستخدام أفراد عسكريين يرتدون ملابس مدنية وصلوا في مجموعات، بالإضافة إلى العلاقة الواضحة للمهاجمين بالنخبة الحاكمة في السعودية، كلها تشير إلى سلف مشترك، تتناغم الأساليب حتى لو اختلفت الأهداف، وإدارة ترامب ترتكب اليوم نفس خطأ إدارة أوباما عندما وثقت بالسعودية وأقامت معها علاقات لم ينجم عنها سوى جرائم حرب.
أضيف بتاريخ :2019/07/31