تقرير خاص: الإهمال الصحي لمعتقلي الرأي في سجون #السعودية يبلغ حده.. اليوم ضحية وغداً ربما اثنتين
رائد الماجد..
نعت عدة وسائل إعلام الشيخ السعودي صالح الضميري، بأحد سجون المملكة، مرجعة أسباب الوفاة إلى الإهمال الطبي داخل تلك السجون بحق المعتقلين.
حساب «معتقلي الرأي» المعني بحقوق الموقوفين بالسعودية أشار عبر «تويتر» إلى أن الشيخ الضميري توفي جراء الإهمال الطبي، حيث أنه مريض بالقلب وكان في العزل الانفرادي، مذكراً بأن سبب الاعتقال كان على خلفية مناصرته الدائمة لمعتقلي الرأي.
الشيخ الضميري ليس الأول ولا الأخير ممن عانوا وذاقوا الأمرين في سجون السعودية، حيث توفي في يناير/كانون الثاني الماضي، الشيخ أحمد العماري، عميد كلية القرآن الكريم بجامعة المدينة المنورة سابقاً؛ جراء جلطة دماغية داخل السجن، دون تعقيب من السلطات آنذاك.
ويقبع في السجون السعودية، آلاف المعتقلين، المئات منهم من المرضى والطاعنين في السن، كانت السلطات أفرجت عن أحدهم قبل أسابيع، بعد تجاوزه التسعين من العمر.
ومن الدعاة المعتقلين في السعودية، الشيخ سلمان العودة، حيث قالت وسائل إعلام دولية إن السلطات الرسمية تعتزم إصدار حكم بحقه بالإعدام خلال الفترة المقبلة، بالإضافة إلى الشيخ خالد الراشد وعدد آخر من الدعاة المتواجدين في السجون منذ سنوات وسط ظروف صحية صعبة.
وتمنع السعودية منظمات حقوق الإنسان من الإطلاع على أوضاع سجنائها خصوصاً السياسيين منهم، وتفرض الرياض تكتماً سرياً على هذا الملف، كما سبق أن رفضت دعوات عدة من منظمات حقوقية عالمية بتحسين ظروف المعتقلين والإفراج عنهم.
ورغم ذلك، حاولت منظمات وناشطون حقوقيون الإضاءة على تدهور صحة عدد من المعتقلين السياسيين داخل السجون السعودية دون توفير رعاية صحية لهم أو تقديمهم للمحاكمة، في حين تتواصل حملة الاعتقالات بوتيرة كبيرة.
ويترافق هذا الإهمال الطبي مع تصعيد السلطات السعودية التعذيب الجسدي بالصعق والضرب والتعليق لساعات من الأذرع، والسحل في ساحات السجن بحق معتقلي الرأي والدعاة والأكاديميين.
كما تعمد الرياض إلى التضييق أكثر فأكثر على النخب الوطنية، وعلى من اعتقلوا قبل سنوات بالانتهاكات داخل السجون وبالمحاكمات السرية، وعلى من خارج السجون باستمرار الاعتقالات التعسفية والمنع من الخطابة.
الإهمال الصحي لمعتقلي الرأي في السعودية ينتهك نظام الإجراءات الجزائية، وجميع المواثيق الحقوقية الدولية التي تكفل حقوق المعتقل وتضمن له رعاية صحية تامة، ولو استمر الصمت، فسنسمع في الأيام القادمة أنباءً مؤسفة عن وفاة آخرين في السجن.. فالمسنون المعتقلون كثر ومن تردت صحتهم في السجن أكثر”.
أضيف بتاريخ :2019/08/05