محمد الفرج 

أثارت قصة انتحار الملياردير الأمريكي جيفري إيبستين جدلاً واسعا لم ينته حتى اليوم وخاصة أن اسم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان اخترق تلك القضية.

حيث وجدت صورة ابن سلمان في قصر إيبستين في مانهاتن جنبا إلى جنب مع شخصيات تورطت في فضائح جنسية مثل الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون.

صحيفة نيويورك تايمز، وفي تقرير لها، تساءلت عن سبب وجود صورة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، على أحد جدران قصر الملياردير الأمريكي المنتحر جيفري إيبستين.

إيبستين الذي كان يحاكم في قضايا الاتجار بالجنس وصاحب العلاقات مع المشاهير والأثرياء، والساسة والزعماء ومنهم وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان، كان لديه الكثير من المعلومات التي جعلت الكثيرين يتنفسون الصعداء حينما ماتت معه، عقد انتحاره في زنزانته.

ولم تثر صورة إبن سلمان في قصر الملياردير المنتحر الاستغراب بقدر ما أثارت التساؤلات عما يربط الاثنين بالتحديد، فولي العهد متورط بقضايا كثيرة وأغلبها لم يكشف عنه بعد ، وانتحار إيبستين قد يكون بداية الخيط لكشف تورط بن سلمان بقضية جديدة.

وجدي بالذكر هنا أن إيبستين قال قبل انتحاره في محبسه السبت الماضي، إنه يملك ملفات قذرة عن أشخاص أقوياء ومشهورين، وأنه يعرف أمورًا كبيرة عن هؤلاء الأشخاص.

يبدو أن إبن سلمان لديه ميل لتوسيع علاقاته مع أصحاب السوابق الأمريكيين، وكل من يملك ذخيرة يمد بها ولي العهد، تماما مثل كوشنر ، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

فاليوم، تعتبر صداقة كوشنر والأمير محمد في الوقت الحالي مفتاح العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية، وهي أيضاً سبب محاولة ترامب لحماية ولي العهد من المسائلة في قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي.

وقد تكيّف ترامب وكوشنر، اللذان اعتادا إبرام صفقات عقارية في الخفاء، بسرعة مع أسلوب السعودية في المحسوبية والمحاباة، فقدمت إدارة ترامب دعماً راسخاً للوعود بإبرام صفقات الأسلحة والصفقات التجارية الأخرى.

ولطالما أكد المسؤولون السعوديون لترامب وكوشنر أنهم يقدرون جداً "الولاء" للأسرة الحاكمة وأن المصالح المالية فوق أي اعتبار، حتى لو كان النيل من مكانة الملك خلال محاضرات ترامب من تلك الاعتبارات.

ولكن هل ستكشف صورة إبن سلمان في قصر الملياردير المنتحر خفايا قضية مشبوهة جديدة تضاف لسلسلة قضايا ولي العهد، وهل سيتدخل ترامب هذه المرة للتعتيم على القضية ويضعها على رف ملف اغتيال خاشقجي؟