تقرير خاص: هل تنتقم #السعودية من الفلسطينيين بسبب ناشطها أم كرمى لعيون "#إسرائيل"؟
رائد الماجد..
بعد عدة أسابيع على زيارة الناشط السعودي المطبع محمد سعود لباحات المسجد الأقصى وتعرضه للطرد من قبل الفلسطينيين، يبدو أن بلاد الحرمين بدأت تثأر له وتنتقم لهذه الحادثة.
حيث رصدت وسائل الإعلام اعتقال السلطات السعودية خلال الأسابيع الماضية لعشرات الفلسطينيين داخل أراضيها وإخفائها بعضهم قسرياً دون أن توجه لهم تهما أو تعرضهم على القضاء، وسط تأكيدات بأن المعتقلين الفلسطينيين يتعرضون للتعذيب وانتهاكات مروعة بحقهم داخل السجون السعودية.
فيما وثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان احتجاز السلطات السعودية 60 فلسطينياً، بينهم حجاج وطلبة ومقيمون وأكاديميون ورجال أعمال، مطالباً في الوقت ذاته بالكشف الفوري عنهم، وإطلاق سراحهم على ما لم يوجَّه اتهام لهم بارتكاب مخالفة فيه.
ونقل المرصد الحقوقي عن معتقل يحمل الجنسية الجزائرية، أطلق سراحه مؤخراً في المملكة، عن جانب من تعرض المعتقلين الفلسطينيين لانتهاكات وأساليب التعذيب من المحققين والسجانين في سجن "ذهبان" السعودي، كاشفاً عن أن السجانين كانوا يحرمون المعتقلين من النوم أو الحصول على أي علاج طبي، رغم أن بعضهم طاعنون في السن، مضيفاً: "حتى الطعام داخل السجن يقدم بطريقة مهينة وأحياناً في أكياس، في حين دأب السجانون على تقييد المعتقلين داخل زنازين السجن".
ورغم أن الفلسطينيين المقيمين داخل أراضي السعودية يتعرضون منذ عدة أسابيع لحملات اعتقال وتهديد وملاحقة هي الأكبر والأخطر التي تنفذها قوات الأمن السعودية بصورة سرية، إلا أن السفارة الفلسطينية في الرياض لم تقم بأي تحركات تذكر.
وعن سبب تلك الحملة، فيقول أحد أهالي المعتقلين الفلسطينيين أن من الأسئلة التي وجهها له الأمن السعودي خلال التحقيق، جميعها كانت متعلقة بتوجهه السياسي وقطاع غزة، وطرق تواصله مع أهله، وعيشه في السعودية وعلاقاته بأبناء الجالية.
فيما رجحت مصادر إعلامية أيضاً أن تكون التهمة هي التعاطف مع الفصائل الفلسطينية، واهتمامهم بالقدس وغزة، وتأييد حركة حماس عدوة "إسرائيل" الحليف الأول لأمريكا التي تستغل السعودية وتسيرها وفقاً لمصالحها، إذ تضع السعودية حركة (حماس) على قوائمها للإرهاب، حيث تندرج تحت "جماعة الإخوان المسلمين" المحظورة في المملكة، وتعتبر أي تعاطف أو تأييد للجماعة مخالفة يعاقب عليها القانون.
حملة الاعتقالات التي تستهدف الفلسطينيين ليست إلا أحد الأحداث التي تأتي ضمن سلسلة طويلة من الانتهاكات التي تضاف إلى سجل المملكة المرعب في مجال حقوق الإنسان، كما أن وصف "حماس" كمنظمة إرهابية في المملكة يقع في صلب تطبيقات "صفقة القرن" الأمريكية الإسرائيلية عبر مدخل "الإرهاب".
أضيف بتاريخ :2019/09/08