رائد الفرج..

أثار خبر استقالة أو إقالة مستشار الأمن القومي جون بولتون استغراب الكثيرين ، إذ لطالما عرف بأنه شخص يمسك بمفاصل البيت الأبيض والأمن القومي الأمريكي كما أنه معروف بمواقفه المتشددة والمتطرفة، فقد دعا إلى شن ضربات على إيران وسورية بعد الحرب في العراق، وحث على "إنهاء" كوريا الشمالية، ودفع باتجاه اتخاذ واشنطن مواقف أكثر عدوانية من فنزويلا.

أما بالنسبة للسعودية فقد عرف بولتون بمواقفه المشابهة لمواقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وخاصة في قضية قتل الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي.

إذ انعكس الانقسام داخل الإدارة الأمريكة حين حدثت عملية الاغتيال، في تصريحات متضاربة وتسريبات متناقضة، وأولهم جون بولتون الذي لطالما شدد على أن التسجيل الصوتي الذي تملكه تركيا لا يورط ولي الأمير محمد بن سلمان، رغم تأكيد الاستخبارات الأميركية إنها مقتنعة بأن ولي العهد السعودي أعطى أمر اغتيال خاشقجي، قبل أن يختلف معها ترامب ويقول إن لا نتائج حاسمة حول دوره. 

كما يعتبر جون بولتون الأقرب لموقف ترامب حول السعودية، وصنفه مقال بصحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية، أنه مع “ابن سلمان” و3 أفراد أخرون يدفعون بالرئيس الأمريكي، دونالد ترامب” للدخول في مواجهة عسكرية مع إيران.

وجاء في المقال: إن “أبرز من يدفع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، باتجاه المواجهة العسكرية مع إيران هم وزير الخارجية مايك بومبيو، ومستشار الأمن القومي جون بولتون، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان”.

من بولتون؟

بولتون، الذي لم يُعيَّن في منصب وزير الخارجية لأنَّ ترامب لا يُحب "شاربه الذي يشبه الفرشاة"، تعُيِّن في في منصب مستشار الأمن القومي، وحصل على مكتبٍ قريبٍ من مكتب الرئيس الأمريكي داخل البيت الأبيض.

بولتون الذي قال عنه وزير الدفاع السابق جيمس ماتيس في البنتاغون وقال له مازحاً إنَّه "الشيطان المتجسد؟.

بولتون هو الذي قال عنه محمد ابن سلمان: "السعودية ستتعامل مع بولتون؛ في ضوء تعبيره عن سياسات وآراء الولايات المتحدة، وستدعمه في هذا الإطار بعيداً عن آرائه الشخصية"، وقال حين تم تعيينه : " أخير جون بولتون؛ مستشاراً للأمن الوطني"، أصبح أخيراً خارج السرب السياسي.