رائد الماجد..

بات يجب على السعودية أن تجهز ملف لإحصاء الأضرار الناجمة عن الاستهدافات اليمنية لمواقع استراتيجية فيها، تماماً كما تفعل اليمن الآن وهي تحصي أضرار الحرب التي تشنها المملكة ضدها والتي أسفرت عن أضرار مادية وبشرية كبيرة.

مجدداً، تمكنت المسيرات اليمنية  من خلال عملية أطلقت عليها اسم "توازن الردع الثانية"، من الوصول لمواقع "غالية على قلب الرياض"، واستهدافها، فكان الخبر المتداول منذ ساعات الصباح على جميع وسائل الإعلام "تصاعد أعمدة الدخان من المعملين التابعين لشركة أرامكو رغم إعلان وزارة الداخلية السيطرة علی الحريقين".

واستهدفت طائرات مسيرة، معملين تابعين لشركة أرامكو السعودية بمحافظة بقيق وهجرة خُرَيص شرقي السعودية.

بيان تبني العملية:

أصدرت القواتِ اليمنيةِ بيانا تبنت فيه ذلك الاستهداف واعدة بالمزيد جاء فيه:
بفضلٍ من اللهِ تعالى نفذً سلاحُ الجوِ المسيِر عمليةً هجوميةً واسعةً بعشرِ طائراتٍ مسيرة استهدفت مصفاتي بَقيقٍ وخريٍص التابعتينِ لشركةِ آرامكو في المنطقةِ الشرقيةِ صباح يومنا هذا وكانت الاصابةُ دقيقةً ومباشرةً، وقد سميت هذه العمليةِ بعملية (توازنُ الردعِ الثانية).
تأتي هذه العمليةُ في إطارِ حقنِا المشروع والطبيعي في الردِ على جرائمِ العدوانِ وحصارهِ المستمرِ على بلدِنا منذ خمسِ سنوات.
وتعتبرُ هذه العمليةُ إحدى أكبرِ العملياتِ التي تنفذُها قواتُنا في العمقِ السعودي وقد أتت بعد عمليةٍ استخباراتيةٍ دقيقةٍ ورصدٍ مسبقٍ وتعاونٍ من الشرفاءِ والأحرارِ داخلَ المملكة
نعدٌ النظامَ السعوديَّ أن عملياتِنا القادمةَ ستتوسعُ أكثَرَ فأكثَرَ وستكونُ أشدَ إيلاماً مما مضى طالما استمر في عدوانهِ وحصارِه.
 ونؤكدُ أن بنكَ أهدافِنا يتسعُ يوماً بعدَ يوم وأنهُ لا حلَ أمامَ النظامِ السعودي إلا وقفُ العدوانِ والحصارِ على بلدِنا

هدف الاستهداف:

لم يتضح بعد الأهداف المحددة لهذه الهجمات ولا حجم الخسائر المحتملة الناجمة عنها، ولم ترد شركة أرامكو حتى الآن على طلب للتعليق.

لكن يوجد في بقيق الواقعة على بعد 60 كيلومترا جنوب غربي الظهران بالمنطقة الشرقية أكبر معمل لتكرير النفط في العالم، ويوجد في خريص على بعد 190 كيلومترا إلى الجنوب الغربي من الظهران ثاني أكبر حقل نفطي في العالم.

يضم حقل بقيق أكبر مرافق معالجة الزيت في السعودية، إضافة لأكبر معمل لتركيز الزيت في العالم، كما تزيد طاقة الحقل الإنتاجية على 7 ملايين برميل من الزيت يوميا، ويتم في معامل بقيق معالجة 70% إنتاج أرامكو، والذي يمثل 6% من إجمالي الاستهلاك اليومي العالمي للطاقة النفطية، ويقدر إجمالي الاحتياطيات المؤكدة في حقل نفط بقيق بحوالي 22.5 مليار برميل (3020 10 6 طن)، ويتركز الإنتاج على 400،000 برميل يوميا (64،000 م3/يوميا).

يتمتع حقل بقيق بأهمية دولية، كونه يربط السعودية بمملكة البحرين من خلال خط أنابيب النفط الخام الذي أنشئ في عام 1945، ثم تم تجديده ليصل طوله إلى 110 كم، وتبلغ سعته 350 ألف برميل يوميا.

 والشهر الماضي، تسبب هجوم تبنّاه "أنصار الله" في اليمن بحريق في منشأة للغاز تابعة لأرامكو في حقل الشيبة في جنوب شرق المملكة، فيما أكدت الشركة أن الحادث لم يتسبب بوقوع إصابات.

فاستهداف هذين الحقلين البالغين في الأهمية، كما تبين من خلال سرد بعض أرقام للإنتاج اليومي من النفط وما إلى ذلك، دون الحاجة للتذكير بأن السعودية تعتمد على النفط بشكل كبير فاقتصادها تماما كما يعتمد جسد الإنسان على الكبد في إنتاج الدم، فبعد أن أصبح كبد السعودية كله في خطر، ستشعر المملكة بأكملها بالأعراض الجانبية لهذا الخطر.