تقرير خاص: هل تتنازل #السعودية أمام #اليمن؟
محمد الفرج..
تتكشف تباعاً تفاصيل وتداعيات أكثر عن حادثة الهجوم الذي نفذته جماعة "أنصار الله" على حقلين تابعين لشركة "آرامكو" للنفط في السعودية.
إذ كشفت وسائل إعلامية أمريكية وعربية بأن أسهم السعودية هبطت حتى أدنى مستوى لها منذ أشهر، في أعقاب الهجوم على معملي بقيق وخريص التابعين لشركة "أرامكو".
كما هبط مؤشر السوق الرئيسي السعودي "تاسي" بـمعدل 3.1%، ما يعد أدنى مستوى له منذ مارس وألغى ما تم تحقيقه من النمو منذ بداية العام الجاري.
وانخفضت أسهم مصرف الراجحي بـ1.7% (أدنى مستوى لها منذ يناير)، فيما شهدت أسهم الشركة السعودية للصناعات الأساسية "سابك" هبوطاً بـ5%، لتنخفض إلى أدنى مستوى لها منذ أواخر عام 2016.
وبالنسبة لباقي تفاصيل الهجوم والتي كانت موضع جدل ألا وهي الطائرات المستخدمة، فأعلنت "أنصار الله" اليمنية، عن نوع الطائرات التي استخدمتها في استهداف حقلي نفط بقيق وخريص فجر السبت الفائت.
ووفقاً لقناة "المسيرة" اليمنية، فإن المتحدث العسكري باسم جماعة "أنصار الله" العميد يحيى سريع، أوضح أن الهجمات على منشآت أرامكو نفذتها طائرات مسيرة بمحركات عادية ونفاثة، قائلاً: "عملية توازن الردع الثانية على مصفاتي بقيق وخريص تم تنفيذها بطائرات تعمل بمحركات مختلفة وجديدة ما بين عادي ونفاث".
وأردف كلامه محذراً الشركات والأجانب من التواجد في المعامل التي نالتها الضربات اليمنية لأنها لاتزال تحت مرماهم وقد يطالها الاستهداف في أي لحظة.
هل تتنازل السعودية؟
وتحول استهداف "أنصار الله" للمنشآت النفطية السعودية، إلى سلاح جديد بيدهم، وهو يهدف إلى إجبار الرياض، على وقف حربها المستمرة في اليمن، وقد تبنت الجماعة هجومين سابقين، في مايو/ أيار، وأغسطس/ آب الماضيين، على منشآت نفطية لأرامكو أيضا، غير أن هذا الهجوم الأخير، يعد الأكبر من نوعه، كما يمثل نقلة نوعية في هجمات "أنصار الله" من هذا النوع، نظرا لأنه طال العمق السعودي، ونفذ بدقة بالغة.
وتكمن خطورة الهجوم الأخير، من وجهة نظر مراقبين، في أنه ربما يتعدى حدود الصراع الاقليمي، واستهداف الداخل السعودي، إلى محاولة ضرب الاقتصاد، والإضرار بعلاقات الرياض مع العديد من القوى العالمية، التي تعتمد على النفط السعودي، عبر إظهار السعودية بأنها غير قادرة على حماية منشآتها النفطية.
وتأتي استهدافات "أنصار الله" لمطارات ومواقع عسكرية في السعودية، رداً على قصف “التحالف العربي”، للشعب اليمني منذ أكثر من 5 سنوات.
إذ يعيش اليمن أوضاعاً سيئة، إذ أن “التحالف العربي” الذي تنضوي في صفوفه عدد من البلدان العربية وتقوده السـعودية، يشن منذ شهر آذار عام 2015 الفائت، غارات على مناطق متفرقة في اليمن، بذريعة محاربة الحوثيين، الأمر الذي أودى بحياة آلاف اليمنيين جلهم من الأطفال والنساء وسط انتشار مرض الكوليرا والأمراض المعدية والمجاعة نتيجة الحصار الخانق الذي تفرضه السعودية.
أضيف بتاريخ :2019/09/16