تقرير خاص: كارثة اقتصادية تتنظر العالم إن لم تتراجع #السعودية
رائد الماجد..
شنت "أنصار الله" استهدافها لمنشأتي النفط التابعتين لأرامكو "بقيق وخريص"، بعدما أحصت آلاف الخسائر البشرية والمادية في اليمن بسبب الغارات التي يشنها "التحالف العربي" بقيادة السعودية وبدعم أمريكي وأوروبي ضد بلادهم.
الأوضاع المأساوية التي يعيشها اليمن، دفعتهم إلى اتخاذ خطوة يلفتون بها أنظار العالم بعيداً عن الصور الحزينة والمؤثرة، التي كانوا يحاولون خلالها ملامسة العواطف من خلال الكوارث الإنسانية لكن دون جدوى، فلجأوا إلى ملامسة المصالح العالمية بالقوة، الأمر الذي لاقى ضجة عالمية كبيرة من المستبعد أن تنتهي خلال فترة وجيزة.
تداعيات تلك الضربة عكستها تصريحات كبرى الشركات المعنية بالأمرة والمتابعة لشؤون النفط، فقالت شركة "إنرجي أسبكتس" للاستشارات، إن السعودية تتجه لأن تصبح مشترياً كبيراً للمنتجات المكررة بعد هجمات السبت، التي أجبرتها على وقف أكثر من نصف إنتاجها من الخام وبعض إنتاج الغاز.
وبينت أن فقدان الغاز أثر على عمليات المصافي في المملكة، وربما خفض معدلات الاستهلاك بها بمقدار مليون برميل يومياً، مما يوفر خاماً متوسطاً وثقيلاً للتصدير، حيث عطلت الهجمات 18% من إنتاج الغاز الطبيعي و50% من إنتاج الإيثان وسوائل الغاز في السعودية.
ومن المرجح أن تشتري شركة النفط الحكومية "أرامكو" السعودية كميات كبيرة من البنزين والديزل وربما زيت الوقود، بينما تخفض صادراتها من غاز البترول المسال، حيث أن الاستئناف الكامل لإنتاج النفط الخام في المملكة سيستغرق أشهراً على الأرجح.
بينما قالت شركة "ريستاد إنرجي" للاستشارات النفطية للصحيفة إن الهجمات "قلبت السوق رأسا على عقب في عطلة نهاية الأسبوع"، وهدد صورة الوفرة في إنتاج النفط والطاقة التي نتجت عن غزارة الإنتاج الأمريكي للغاز الصخري، مشيرةً إلى أن الموقف في الشرق الأوسط ازداد هشاشة.
فيما نشرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية تقريراً بعنوان "الهجوم يهدد الثقة في إمداد النفط السعودية"، وتقول الصحيفة إن الهجوم على منشأتي النفط في السعودية كشف نقاط الضعف في سوق النفط العالمي، وهز ثقة العالم في السعودية كأكبر منتج يعتمد عليه في العالم للنفط.
أهمية الضربة ستتضح في الأيام المقبلة، حين سيظهر عجز الطرفين الأمريكي والسعودي وضيق الخيارات أمامهما، فالأول لا يريد افتضاح كذبة الحماية، وفي الوقت نفسه يخشى ارتفاع أسعار البترول، والثاني، بفضل عناده وارتهانه لواشنطن، بدأ ينتقل من التخبط في المستنقع إلى الغرق فيه، وفي هذا الوقت، وفي هذا الوقت يستشعر العالم إمكانية ارتفاع الأسعار ودفع الجميع الثمن.
فاستهداف أنصار الله اليمنيين لمنشأتي النفط التابعتين لشركة أرامكو في السعودية، يعتبر حدث سيطول الحديث عنه، لما له من تأثيرات وارتدادات كبيرة على سوق النفط العالمية وكذلك الأمر بالنسبة لسعر الدولار، إضافة إلى الرسائل التي وجهها أنصار الله بتوجيههم ضربة إلى العمق السعودي وتهديد أمنه.
ورغم أن الرياض قالت إنها ستقوم بتعويض جزء من الكميات التي توقفت جراء الهجوم على معملي النفط لعملائها من خلال المخزونات، لكن الأكيد أن هذا الدور لن يستمر إلى ما لا نهاية، فتكرار هذه الهجمات لا بدَّ أنه سيؤثر على المخزونات النفطية السعودية، والأمر ينذر بكارثة اقتصادية، إن لم توقف السعودية حربها على اليمن.
أضيف بتاريخ :2019/09/17