تقرير خاص: #أرامكو في المانشيت والرد على استهدافها في الصفحة الأخيرة
محمد الفرج..
ماتزال هجمات "أنصار الله" على منشأة أرامكو النفطية حديث الصحف وبالعناوين العريضة وكيف كشفت عورة السعودية في الدفاع عن أهم حقول النفط في العالم، بيد أن الرد على تلك الهجمات لم ينل من الصفحات الصحفية سوى بضع سطور.
فمثلاً، نشرت صحيفة "الغارديان" تقريراً تحليلياً بعنوان "الهجمات على المنشآت النفطية السعودية تسلط الضوء على أكاذيب وحقائق الجغرافيا السياسية"
ويشير التقرير إلى أن "الشرق الأوسط يجد نفسه في لحظة غريبة وغير معتادة فهناك تطور وقع وشاهد الجميع آثاره ثم تقدم منفذه واعترف بها موضحاً نوع السلاح المستخدم ومقدماً الأدلة الكاملة، لكن المجني عليه يرفض هذا الاعتراف ويتهم طرفا ثالثاً بالاستهداف".
ويختم التقرير بنتيجة مفادها أنه في الفترة القادمة ودون شك سيتم استخدام الكثير من وسائل الخداع لإقناع العقلية الغربية بأن إيران شنت هجوماً عسكرياً على السعودية، موضحاً أنه في "عصر الإعلام الحديث والذي أصبح كل شيء فيه عرضة للتكذيب والاستقصاء سيتحتم على الساسة أن يعملوا بجد أكبر لإقناع قاعدتهم الانتخابية بصدق كلامهم خاصة عندما يسعون للتمهيد لعمل عسكري"، لكن لم يتكلم بومبيو ولا حتى الغارديان عن الردود المحتملة على تلك الهجمة التي نالت من هيبة الرياض العسكرية.
أما موظفو الشركة نفسها "أرامكو" فكانوا على لائحة عناوين وسائل الإعلام وعلى رأسها "رويترز" العالمية، عندما تحدثوا عن لحظة الاستهداف و الساعات الأولى للهجوم، حيث قال المدير العام لمنطقة الأعمال الجنوبية للنفط في أرامكو فهد عبد الكريم: إن "الصواريخ أمطرت خريص في الفترة بين الساعة 03:31 وحتى 03:48 فجر يوم السبت الفائت" لافتاً إلى أن فرق الإطفاء هرعت إلى الموقع، وبمجرد وصول سيارات الإطفاء إلى مكان الحريق، شهدت المنطقة ضربات أخرى مبيناً أن إخماد حريقين آخرين استغرق خمس ساعات.
أما الرد على تلك الهجمات فلم ينل نصيبه بعد من العناوين، فإما أن الرياض تحاول التهدئة وإنقاذ نفسها من ضربة قادمة قد تكون أخطر، أم أن تفاصيل الهجمة غير المتوقعة شغلت بال السعودية وحلفائها ويحاولون الآن التعتيم على موضوع فشل دفاعاتهم الجوية بالإضاءة على تفاصيل الحادث والتلميح إلى وقوف إيران وراءه لتحويل الأنظار من الجانب الميداني الذي فشلت فيه المملكة، إلى الجانب السياسي، الذي ستفشل فيه أيضاً.
تجدر الإشارة إلى أن استهداف “أنصار الله” لأرامكو ولمطارات ومواقع عسكرية في العمق السعودي، يأتي بعد آلاف الغارات الجوية التي شنتها ولا تزال تشنها السعودية التي تقود "التحالف العربي" على اليمن طوال 5 سنوات ما أدى إلى سقوط آلاف الضحايا وتشريد الملايين في مأساة إنسانية وصفتها الأمم المتحدة بأنها الأكبر في العالم.
أضيف بتاريخ :2019/09/21