تقرير خاص: هل ورطت الولايات المتحدة المملكة #السعودية بالحرب على #اليمن؟
يتأكد تورط الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين في الحرب التي تخوضها المملكة السعودية على اليمن، والتي تسببت أكثر من 7 آلاف شهيد وفق الإحصاءات اليمنية الداخلية. الدور الأمريكي أو الغربي اعترف به هؤلاء منذ الأيام الأولى للحرب، بتصريحهم عن تقديم تعاون لوجيستي لـ "التحالف" الذي يخوض الحرب.
عشية دخولنا العام الأول على الحرب، بدأت تعلو أصوات غربية لتنتقد "إجرام" المملكة بحق المدنيين في اليمن. لماذا الآن؟ فهل عمدت الولايات المتحدة والدول الغربية إلى توريط المملكة في هذا الحرب؟ أم أنها أعطتها الضوء الأخضر طوال تلك الفترة وحينما لم تتمكن الرياض من إحراز الأهداف من الحرب إنقلبت عليها؟
الضوء الأخضر الأمريكي: لتكن الحرب
صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، نشرت تقريراً مطولاً عن التحضير الأمريكي السعودي للحرب على اليمن، تضمّن تفاصيلاً تعكس حرص الإدارة الأمريكية على الدعم من خلف الكواليس، للهروب من تبعات النتائج.
قالت الصحيفة إن عادل الجبير عندما كان سفيراً للمملكة في واشنطن وصل إلى البيت الأبيض في مارس العام الماضي، للحصول على دعم أوباما لشن حرب جديدة في المنطقة. نقاش الأمر امتد ليومين قبل أن يعبر الرئيس الأمريكي عن موافقته على قيام البنتاغون بتقديم الدعم للحملة العسكرية على اليمن.
وتنقل الصحيفة عن "روبرت مالي" المسؤول الأعلى في البيت الأبيض عن السياسة تجاه الشرق الأوسط، أن الدعم الأمريكي للمملكة منسق عبر 45 عسكرياً أمريكياً في البحرين والمملكة والإمارات، يشرف عليهم الميجور جنرال "كارل موندي" نائب قائد قوات المارينز في الشرق الأوسط.
وبحسب الصحيفة فقد لجأت الإمارات إلى مجموعة من قوات العمليات الخاصة الأمريكية في أبو ظبي، لمساعدتها في التخطيط بشأن التدخل البري باليمن، لكن البيت الأبيض طلب من القوات الأمريكية التنحي عن تلك المهمة. إلا أن مكالمات هاتفية بين أوباما ومحمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي، كانت وراء موافقة واشنطن على إرسال ذخائر وقنابل موجهة بدقة للإمارات والمملكة.
صفقات الأسلحة
في مقال نُشرت على موقع “Lobelog” للباحث الأميركي المعروف في مركز السياسة الدولية "ويليام هارتينج"، أشار إلى تقارير عن أن صادرات الأسلحة إلى المملكة قد ازدادت بنسبة 279% بين عامي 2011 و2015 مقارنة مع الأعوام الخمس التي سبقت هذه الفترة.
ولفت إلى أن أكثر من ثلاثة أرباع هذه الأسلحة جاء من الولايات المتحدة وبريطانيا، واستخدمتها المملكة ضد اليمنيين في جريمة حرب.
الكاتب قد نبّه إلى أن صفقات بيع الأسلحة الأميركية إلى المملكة في السابق كانت تتمحور أكثر حول المال والسياسة بدلاً من خوض حروب فعلية، حيث كانت تقوم الرياض بشراء كميات كبيرة من الأسلحة مقابل التزام واشنطن بحماية الرياض في وقت الأزمات.
ورأى الكاتب أن هذا تغير مع التدخل السعودي في اليمن، مشيراً إلى أن السعوديين هم "اللاعب الأساس في تحالف تسبب بوقوع آلاف الضحايا المدنيين بينما قام بقصف كل شيء، من مستشفيات وأسواق وأنظمة إمداد المياه".
وعلق الكاتب على الحجة السعودية بأن التدخل في اليمن هو من أجل التصدي للنفوذ الإيراني بالضعيفة، مشيراً إلى أن معاناة الحوثيين لا علاقة لها بإيران. موضحاً في الوقت نفسع على أن الدور الإيراني في اليمن صغير جداً مقارنة مع العمل العسكري الذي تقوم به المملكة.
وتابع "هارتينج" أن الحرب في اليمن مكّنت تنظيمي القاعدة في شبه الجزيرة العربية وداعش من التوسع في البلاد، وهو ما ينفي مزاعم واشنطن بأن صفقات بيع السلاح إلى الرياض تساعد على تعزيز الاستقرار في المنطقة.
ويشير الكاتب إلى ورقة أعدتها مؤسسة “Security Assistance Monitor” والتي كشفت بان صادرات الأسلحة الأميركية إلى المملكة قد ازدادت بنسبة 96% مقابل فترة رئاسة بوش الابن. كما أفادت هذه الورقة أنه في عام 2014 وحده، تلقى أكثر من 2,500 جندي سعودي التدريب في الولايات المتحدة.
ويلفت إلى أن العديد من أعضاء الكونغرس بدأوا يطرحون الأسئلة حول كيفية استخدام الأسلحة الأميركية في اليمن. بناءً على كل ذلك، قال الكاتب: "المنطق والعدالة" تتطلبان من الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين "الاعتراف بالنتائج الكارثية" جراء دعمها للمملكة.
الدعم الذي لم يجد المسؤولون الأمريكيون حرجاً في الإعلان عنه مع إنطلاقة الحرب، لم يعد كذلك. التفسيرات كثيرة، يحيلها البعض إلى المجازر التي ارتكبت من قبل التحالف، وإلى الأسلحة المحرمة التي استخدمت ضد المدنيين، وفق ما وثقته تقارير هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية، وفي السياسة من يقرأ أن الفشل السعودي في تحقيق أي انجاز عسكري، وتمدد الإرهاب فوق الخطوط المرسومة له جنوب اليمن دفع بالأمريكيين إلى التأهب، والتحرك باتجاه وضع حد للحرب.
حالياً، تتعرض إدارة أوباما لانتقادات من كل الأطراف، فعلى الرغم من تقديمها الدعم الاستخباري والتزود بالوقود للطائرات الحربية في الجو وآلاف الذخائر المتقدمة للتحالف السعودي خاصة مع مرور عام على الحرب التي باتت تمثل كارثة إنسانية، بحسب "نيويورك تايمز".
في زيارته الأخيرة للمملكة، أقر وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" أن إدارته تدفع باتجاه تسوية سياسية للصراع.
منتقدو الدعم الأمريكي للحرب يحثون البيت الأبيض على عدم تقديم أي دعم عسكري لما يصفونها بالحرب المتهورة. السيناتور الأمريكي "كريستوفر مورفي" عضو لجنة العلاقات الخارجية عن الحزب الديمقراطي، أقر أنه "من الصعب عليه إيجاد ما يدعم فكرة أن الدعم الأمريكي لما يسمى التحالف يخدم مصالح الأمن القومي الأمريكي خوفا من تنامي السخط على واشنطن وخروج الأمر عن السيطرة".
أضيف بتاريخ :2016/03/23