رائد الماجد..

في موجة غارات سعودية جديدة على اليمن، قضى 5 أشخاص من أسرة واحدة إثر استهداف طيران "التحالف" بقيادة السعودية لمسجد في منطقة السواد بمحافظة عمران اليمنية.

حيث يأتي ذلك بعد أيام قليلة من إعلان "التحالف العربي" بقيادة السعودية، إطلاق عملية شمالي مدينة الحديدة غرب اليمن، بحجة أنها تهدف "لتدمير أهداف عسكرية مشروعة"، رداً على تحذيرات وجهتها حركة "أنصار الله" للسعودية، بأنه في حال استمرت تلك الضربات على المدنيين فستجدد الحركة استهدافها للمنشآت النفطية السعودية.

الغارات الكثيرة التي نفذتها السعودية مسبقاً، كان الرد عليها ذو صدى كبير تمثل باستهداف حركة "أنصار الله" قبل أيام منشآت شركة "أرامكو" ما أدى إلى توقف نصف إنتاج السعودية من النفط دون أن تتمكن منظومات الدفاع الأمريكية باهظة الثمن من إيقاف الهجوم.

كما تبين حجم الركاكة في الشركة النفطية، إذ أنه وبعد الاستهداف اليمني الذي تعرضت له والضرر الذي تكبدت به، أعلنت إحدى الصحف الأمريكية أن إعادة تأهيل شركة "أرامكو" للنفط في السعودية قد تستغرق عدة أشهر.

فوفقاً لما نشرت صحيفة "الغارديان" في صفحاتها، فإن ممثلين عن شركة أرامكو طلبوا المساعدة العاجلة في مراسلات وعن طريق اتصالات هاتفية بعدد من الشركات، من بينها شركة (جينرال إليكتريك)"، لافتة إلى أن الخدمات التي تحتاجها أهم شركات النفط تقدر بمئات ملايين الدولارات.

فالضربات التي كشفت عن مواطن خلل وثغرات أمنية خطيرة سمحت بإصابة القلب النابض للسعودية واقتصادها الذي يعتمد في صادراته على النفط ومنتجاته بنسبة تزيد على 95 بالمائة حسب مؤسسة التجارة والاستثمار الألمانية. 

وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن الشركة تستحوذ على إنتاج النفط السعودي الذي يزيد على 10 ملايين برميل يوميا، فإن الضربات التي تعرضت لها أواسط سبتمبر/ أيلول 2019 الجاري قد تكون بداية يتجاوز الانهيار الاقتصادي في مملكة يعتمد استقرارها ونفوذها على عائدات الذهب الأسود منذ خمسينات القرن الماضي.

هذا الضرر كله وتلك الثغرات كشفتها ضربة واحدة فقط من "أنصار الله"، وبما أن السعودية تواصل غاراتها حتى اليوم، فالضربة الثانية متوقعة وقد تكون أكبر وإن لم تعطب أرامكو فستعطب منشأة أخرى وتكشف ضعف السعودية النفطي وفشلها في صد أي ضربة جوية.