رائد الماجد..

بعد مضي 10 أيام من إعلان رئيس مجلس السياسي الأعلى من صنعاء المشير مهدي المشاط لمبادرة السلام، ووقف استهداف أراضي العدو السعودي بالطيران المسير والصواريخ الباليستية والمجنحة اليمنية وكافة أشكال الاستهداف واستئناف ذلك بسبب خرق المملكة لبنود المبادرة، تواصل الأخيرة غاراتها بحق المدنيين اليمنيين دون الالتفات إلى رغبة اليمنيين بالتهدئة خاصة وأنهم هم من طرحوا المبادرة.

وعزا محللون سياسيون مواصل السعودية لغاراتها على اليمن رغم مبادرة السلام، إلى شعورها بالخذلان من قبل أمريكا التي لم تقدم على أيّ رد عسكريّ على الهجَمات التي استهدفت مُنشآت نفطيّة عِملاقة تابعة لشركة أرامكو في مِنطقتيّ بقيق وخريص شرق المملكة العربيّة السعوديّة رُغم مُرور أسبوعين تقريبًا.

ويتجلى ذلك فيما قاله أحد الكتّاب السعوديين بمقال نشرته مسبقاً صحيفة عكاظ: " يؤكّد لنا ترامب نحنُ السعوديين أنّه لا حليف لنا إلا نحنُ فحُلفاء الأمس لم يَعودوا كما كانوا، وابتزازهم الرّخيص في أخلاقيّاته، والغالي في ثمنه، بادّعاء الوقوف معَنا في الأزمات أصبح مكشوفًا”.

من يعرِف كيف تُدار الأُمور في المملكة، والمُؤسّسات الإعلاميّة على وجه الخُصوص، يُدرك جيّدًا أنّ مِثل هذه المقالات الشّرسة في انتِقادها للحليف التاريخيّ الأمريكيّ، لا يُمكن أن تُكتَب أو تُنشَر، إلا بتوجيهٍ، أو ضوءٍ أخضر، من السّلطات العُليا في الرياض، فالصّحافة السعوديّة لا تتمتّع بسقفٍ عالٍ من حريّة التّعبير، خاصّةً في السّنوات الأخيرة، ومن غير المُستبعد أن يكون هذا المقال رسالة إلى الحليف الأمريكي، إن لم يكُن تحريضًا ضدّه في الوقتِ نفسه.

فبالطبع لن تتمكن المملكة على الرد أو مواجهة حليفها الأمريكي، لذلك تعمد إلى صب جم غضبها على الشعب اليمني الذي أساساً أطلق مبادرة سلام.

ووفقاً لوسائل إعلام يمنية، فإن حركة "أنصار الله" اليمنية أعلنت أن التحالف السعودي شن سلسلة غارات على اليمن خلال 12 ساعة الماضية قد يتجاوز عددها ال35 غارة.. 34 غارة جوية من الغارات استهدفت محافظة صعدة ، وهذا خرق جديد لمبادرة السلام.

أيضاً، شن طيران "التحالف" قبل أيام،25 غارة جوية على محافظتي صعدة وحجة، استهدفت ممتلكات ومزارع المواطنين.

مبادرة السلام المذكورة، التي من الملاحظ أن السعودية لم تلتزم بها، أعلن عنها رئيس المجلس السياسي الأعلى التابع لأنصار الله في العاصمة اليمنية صنعاء، مهدي المشاط يوم الجمعة الفائت 20 أيلول الفائت، وتقضي بعدم قيام “أنصار الله” باستهداف السعودية وتوعد بالالتزام بها في حال التزمت الأخيرة بعدم قصف اليمن، إلا أن السعودية لم تلتزم واستمرت بقصف اليمن وبتكثيف غاراتها، حيث تجاوزت عدد الغارات الـ 163 غارة خلال 5 أيام من إعلان مبادرة السلام، وتكثيف تلك الغارات يعتبر تعاطي غير مسؤول ولا مشجع من الطرف الآخر أي (السعودية).