تقرير خاص: كيف أصبحت #السعودية "مخدرات" الغرب؟
محمد الفرج..
بينما كانت السعودية تحاول التستر على جريمة قتل الصحافي السعودي المعارض جمال خاشقجي، تواصل حكومتها إنفاق مئات الملايين من الدولارات لدعم ومواصلة الحرب على اليمن.
وفي الفترة الأخيرة، بدا أن الرياض أكثر رغبة في استيراد صفقات من السلاح وخاصة بعد أن أحست بتراجع الأمريكي بالدفاع عنها.
حيث انحسرت مظلة الحماية الأمريكية للسعودية، ففي عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، قال بأنه لم تعد توجد مبررات التفاهم القديم الذي كان يعتبر «أمن السعودية من أمن الولايات المتحدة»، في إطار حماية مصالح أميركا القومية العليا، لهذا بقيت أمام القيادة السعودية طريق وحيدة، تعزيز قدراتها الدفاعية.
كما سبق لإدارة أوباما أن أوقفت تزويد المملكة بالذخيرة وحرمتها من التعاون الاستخباراتي ، وليس غريباً اعتراض بعض مؤسسات الدولة الأميركية، وبعض أعضاء الكونغرس، على بيع الأسلحة للسعودية .
ومؤخراً، وصفت صحيفة "الغارديان" البريطانية تلك الصفقات بأنها تشبه المخدرات فأوردت: "بيع السلاح للسعودية يبدو كما لو كان مخدراً يصعب على الحكومات الغربية الإقلاع عنه، فمنذ دخول السعودية الحرب في اليمن عام 2015، أصبحت المملكة أكبر مستورد للسلاح في العالم"
وذكرت أيضاً "الغارديان" أن السعودية التي تقود حرب على اليمن منذ سنوات، أنفقت ما يقارب الـ 70 مليار دولار على شراء الأسلحة وذلك في عام 2018 فقط، أي نحو 9% من ناتجها المحلي الإجمالي.
كما عرجت الصحيفة للتذكير بأن الولايات المتحدة هي أكبر مصدر للسلاح للسعودية، واستحوذت على نحو 70% من السوق السعودي من عام 2014 إلى عام 2018، تليها بريطانيا في المرتبة الثانية، بحوالي 10%".
وأكدت الصحيفة أن هناك الكثير من الأدلة على أن الأسلحة التي استخدمت في الهجمات على المدنيين وأسفرت عن أعداد كبيرة من الضحايا اليمنيين، هي غربية المصدر.
من جهتها، كلية "ستانفورد" للحقوق، أجرت دراسة لـ 27 هجوم أسفروا عن وقوع ضحايا مدنيون في اليمن، وتبين أن هناك أسلحة أمريكية استخدمت في 25 هجوم من بين هذه الهجمات واستخدمت أسلحة بريطانية في 5 منها.
ومن تلك الهجمات، ذلك الذي استهدف حافلة مدرسية وأودى بحياة 40 طفل يمني في شهر آب الماضي، أن إذ تبين السلاح الذي استهدفها كان قنبلة موجهة أمريكية الصنع.
تجدر الإِشارة إلى أن الشعب اليمني يعيش أوضاعاً سيئة، وذلك لأن “التحالف العربي” الذي تنضوي في صفوفه عدد من البلدان العربية وتقوده السـعودية، يشن غارات على مناطق متفرقة في اليمن، بذريعة محاربة “أنصار الله”، الأمر الذي أودى بحياة آلاف اليمنيين جلهم من الأطفال والنساء إضافة إلى الحصار الخانق الذي يفرضه "التحالف" وسط انتشار الأمراض المعدية، مثل الكوليرا الذي أصبح متفشياً.
وينتظر اليمن لليوم، التزام الجانب السعودي بمبادرة "السلام" اليمنية والتي تم الإعلان عنها في 20 أيلول الفائت، حيث ومن وجهة نظر مراقبين، في حال التزمت السعودية بوقف إطلاق النار، فهذا يعني انتهاء الحرب في اليمن، التي بدأت منذ شهر آذار /مارس عام 2015.
أضيف بتاريخ :2019/10/10