تقرير خاص: الكرة بملعب التطبيع السعودي - الإسرائيلي.. والهدف في المرمى الفلسطيني
رائد الماجد..
بات التطبيع السعودي الإسرائيلي اليوم علني أكثر من ذي قبل مهما حاولت الأولى الالتفاف حول الموضوع أو تبرير بعض الأمور التي تصب في سيل ذلك التطبيع.
فمؤخراً، يزور المنتخب السعودي مدينة رام الله لمواجهة المنتخب الفلسطيني وسط الضفة الغربية المحتلة، ضمن التصفيات المزدوجة لكأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023.
ومن المعروف أن دخول الضفة الغربية يتطلب تأشيرة دخول "إسرائيلية"، بيد أن رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة في السعودية والذي ينوب عن الجانب السعودي زعم أن القرار يأتي "حرصا على ألا يحرم منتخب فلسطين من لعب المباراة على أرضه وبين جمهوره أسوة بالدول الأخرى".
ومهما كانت الأسباب والمبررات التي ستدعيها السعودية، فإن زيارة المنتخب السعودي هذه لا تعتبر إلا نوعاً من التطبيع مع "إسرائيل" والقيام بمثل هذه الزيارات من شأنها أن تكسب الاحتلال الإسرائيلي الشرعية.
إذ لا يمكن لأحد أن يدخل إلى مناطق الضفة إلا إن خضع للتفتيش والرقابة الإسرائيلية، واضطر للتعامل مع موظفي المعبر الإسرائيليين، وكل الزيارات التي ذات طابع رسمي تتناقض مع الموقف التاريخي العربي الرافض للتطبيع مع "إسرائيل" منذ 50 عاماً.
فلا يمكن فصل موضوع الرياضة، وإخراجه من سياق التطبيع، ومحاولة تبرير ذلك بما يظهر أن الرياضة الفلسطينية تتمتع بالحرية الكاملة، هو نيل من تلك الرياضة من مبدأها.
والأحرى في هذه الحالة، فضح السياسات الإسرائيلية تجاه الرياضة واللاعبين الفلسطينيين، وحرمانهم من ممارسة الأنشطة الرياضية المختلفة، لا سيما منع اللاعبين في غزة من التنقل للضفة الغربية أو القدس.
يبدو أن الموقف السعودي سريع التقلب، ونذكر هنا بأن الاتحاد السعوديّ لكرة القدم كان قد رفض في العام 2015 اللعب مع نظيره الفلسطينيّ في الأرض الفلسطينية المحتلة؛ ما أدى إلى نقل المباراة وقتها لتُلعَب على أحد ملاعب الأردن خشية من شبهة التطبيع، فلماذا تغير موقفه الآن، وأعلن عن موافقته على خوض المباراة هذا العام ضمن التصفيات المزدوجة لمونديال 2022 وكأس آسيا 2023؟"
الموقف السعودي الذي رحّبت به السلطة الفلسطينية، قوبل برفض واسع من قبل أوساط شعبية وفصائلية، إذ رفضت حركة حماس الخطوة السعودية، معتبرة أنها تضر بالقضية الفلسطينية، بينما اعتبرتها الجبهة الشعبية خطوة تطبيعية عبر البوابة الرياضية، فيما أطلق نشطاء فلسطينيون حملة لمقاطعة الزيارة، على اعتبار وصول المنتخب السعودي من خلال المعابر الـ"إسرائيلية" تطبيعاً علنياً.
فبعد سنوات من العلاقات السرية اقتصادياً وسياسياً، بين مملكة آل سعود ودولة الاحتلال الإسرائيلي، بدا واضحاً أن التوجّه السعودي للبدء في العلاقات العلنية ينحو صعوداً من دون حياء، على الرغم من محاولات السعوديين لبس عباءة دعوة السلطة الفلسطينية لهم لإقامة مباراة ضمن تصفيات كأس العالم لكرة القدم، في الضفة الغربية المحتلة التي تقع تحت سلطة الاحتلال الصهيوني.
أضيف بتاريخ :2019/10/14