رائد الماجد

حماية الملاحة البحرية الخليجية.. ورقة تستخدمها الولايات المتحدة الأمريكية لتحقيق مصالحها في منطقة الخليج وحازت على إعجاب أصحاب المطامع بينهم "إسرائيل"، فسارعوا بإعلان استجابتهم لمقترحات واشنطن التي تلبي أحلامهم.

إذ كشفت قناة التلفزة الإسرائيلية "13"، عن أنّ وفداً دبلوماسياً يمثل وزارة خارجية الاحتلال سيشارك، اليوم الأحد، في مؤتمر سينظم في البحرين ويتناول سبل تأمين الملاحة البحرية في الخليج العربي.

"إسرائيل" روجت عبر وسائل إعلام تابعة لها عن خشيتها استهداف سفنها، وأنها ترفع درجة الاستعداد تحسبا لذلك، لتعقب ذلك بإعلان مشاركتها في التحالف البحري.

وهذه لم تكن المرة الأولى التي تعلن فيها "إسرائيل" عن رغبتها التواجد عسكريا في منطقة الخليج، ففي 2010 وحسب صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية صرحت تل أبيب بأن 3 غواصات إسرائيلية من طراز "دولفين" القادرة على حمل رؤوس نووية ستبحر في مياه الخليج العربي وعلى مقربة من الشواطئ الإيرانية.

أما عن دوافع المشاركة الإسرائيلي، يقول المؤرخ الفلسطيني جوني منصور "إسرائيل لا تملك أسطولا كبيرا، ولا حدودا بحرية ولا برية مع دول الخليج إلا أن مشاركتها في التحالف تأتي متسقة مع وجهة نظر رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو المتعلق بالتهديد الإيراني وضرورة مواجهته عبر تحالف تقوده الولايات المتحدة".

مشاركة "إسرائيل" في هذا التحالف تُعزز كل الخطوات السياسية وغير السياسية التي اتخذتها حكومة تل أبيب منذ سنوات طويلة، بتهميش وتقليص حجم القضية الفلسطينية، واعتبارها حجر عثرة في وجه تطوير تعزيز التعاون الأمني بين "إسرائيل" ودول الخليج.

كما أن انفتاح نتنياهو على دول الخليج يصب في استراتيجيته المعروفة والتي تتمحور حول إدارة الصراع مع الفلسطينيين وليس حله.

المسألة بالنسبة لـ"إسرائيل" ليست فقط مشاركتها الاستخباراتية ونقل المعلومات، بل وجودها التدريجي والفعلي في المنطقة، فمشاركة "إسرائيل" في التحالف أفضل ما توصف به أنها انتحار لحكومات خليجية وإعلان عن فقدها القدرة على حماية ذاتها.