يُعد "ضاحي خلفان" وجهاً بارزاً يعكس ميول ومواقف السياسة الإماراتية. ولطالما أثارت تغريداته جدلاً واسعا ً نظير، ولعل أبرزها تلك التي دعا فيها إلى تطبيع العلاقات مع العدو الأول للعرب والمسلمين الكيان الصهيوني.

من هو ضاحي الخلفان؟

ولد الفريق ضاحي خلفان تميم عام 1951 في دبي، وحصل على الدبلوم في العلوم الشرطية من كلية الشرطة الملكية بعمان- المملكة الأردنية الهاشمية عام 1970، ثم ابتعث في دراسة تخصصية في مجال المباحث الجنائية، وحصل على دورات في التفاوض.  يشغل الفريق ضاحي خلفان منصب القائد العام لشرطة دبي. وقد بدأ حياته ضابطاً للشرطة في شرطة دبي، ثم مديراً للشؤون الإدارية والمالية. وفي عام 1979 عين نائباً لقائد عام شرطة دبي، ثم قائداً لها عام 1980، وهو المنصب الذي يشغله حتى الآن.  تنسب إلى الفريق ضاحي خلفان الكثير من الإنجازات المهنية خلال قيادته لشرطة دبي، فقد أنشأ "غرفة العمليات الشرطية"، التي تعتبر واحدة من أفضل غرف العمليات عالمياً، وأنشأ المختبر الجنائي، وقسم الطب الشرعي، وفرق الإنقاذ البري والبحري والجوي، وأكاديمية شرطة دبي.

في تغريدات نشرها مؤخراً، كتب الخلفان: "أقترح عدم قيام دولة فلسطينية وإنما الاكتفاء بدولة إسرائيلية تضم الفلسطينيين واليهود وتضم للجامعة بعد 70 عاما سيكون العرب 75% من سكانها". وقال إن إدارة فلسطين بيد العرب ستكون " زيادة دولة فاشلة في العالم العربي على الدول الفاشلة عربيا وما أكثرها".

أبناء العم

التغريدات التي استفزت المشاعر العربية والاسلامية لاقت ردوداً واسعة. فكتب أحدهم:  "كنا خايفين أن الجيل القادم ينسى القضيه الفلسطينية ولكن أثبتت الأيام أن الجيل السابق يحاول يتناساها ويقر بالتطبيع مع العدو". ورد مغرد آخر متهكماً: "‏أقترح عدم استرجاع الجزر الاماراتية المحتلة من ايران وإنما الاكتفاء بضم إمارات دولة الامارات إلى ايران".

وتماهت تغريدات الخلفان مع الموقف الخليجي من حزب الله، فعلق في تغريدة: "طالما اختار نصر الله إيذاء دولنا الخليجية فيتحمل كل المواجهة التي ستسفر عن ذلك"، ولم يخفِ علاقته باليهود والكيان الصهيوني فيصرح قائلا:" يجب ألا نتعامل مع اليهود على أنهم أعداء. يجب أن نتعامل مع اليهود على أننا أبناء عم نختلف معهم على وراثة أرض. وأن الفيصل في الحكم من يقدم دليل" والتي نظّر بعدها للإندماج مع "إسرائيل" في دولة واحدة وجعلها "فكرة ولا أروع". إلا أن أحد المغردين رد على الخلفان أنّ "اليهود أعداء وليسوا أبناء عمومة والخلاف خلاف عقيده ولن تصبح القدس يهودية اذا تنازلتوا عنها فالمسلمين لن يتنازلوا"، وذكّر مغرد آخر المسؤول الإماراتي بالمجازر الاسرائيلية بحق العرب فسأل: "ببساطة ؟! وأين الجرائم والمجازرالبشعة التي ارتكبتها العصابات الصهيونية، والآلاف من الأبرياء الذين قتلوا ؟!"

وتحمل تغريدات الخلفان تثبيطاً للمشروع العربي الإسلامي  بمناهضة الكيان الصهيوني ودعوة صريحة للتطبيع مع الكيان الصهيوني، من خلال تقديمه بصورة الحليف للدول العربية. وتهدف هذه المواقف التي لا يجد فيها المسؤول الإماراتي أي حرج إلى محاربة منطق المقاومة الذي يتصدى لفكرة إنشاء دولة يهودية في منطقة الشرق الأوسط . إلا أن هذه المواقف تبقى مستنكرة في وجدان شعوب المنطقة، وهو ما يدلل عليه التعليقات  المستنكرة لمواقف ضاحي خلفان وأمثاله.

"مجموعة الارتباط"

في حديث لصحيفة "خبير" يفسر الخبير في الشؤون الخليجية "سعد الشريف" أن الدور الذي يلعبه ضاحي خلفان في المنطقة، ناتج عن كونه منتمياً إلى "مجموعة الارتباط" والتي هي جماعة تعنى بالتطبيع مع الكيان الصهيوني. وبحسب "الشريف" فإن هذه المجموعة المستشار السياسي للرئيس المصري الأسبق "أسامة الباز"، والذي لعب دوراً بارزاً في عهد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات والرئيسين المصريين أنور السادات وحسني مبارك، وقد نجح "الباز" في التمهيد لإتفاقي كامب ديفيد وأوسلو. كما كانت له علاقات وثيقة بحكام المملكة السعودية.

"مجموعة الارتباط كانت تنتظر الفرصة المؤاتية للتطبيع مع إسرائيل، وقد صرح نتنياهو مبكراً بأن الوقت بات مناسباً لتشكيل حلف سني إسرائيلي يواجه محور الممانعة الشيعي"، قال الخبير في الشؤون الخليجية.

وأضاف أن "ضاحي خلفان" يعمل من خلال تغريداته على إرغام الشعوب العربية على التطبيع مع "إسرائيل" ولو بقوة السيف والسلاح، وهو نفس الدور الذي مارسه سابقاً القيادي في حركة فتح  "محمد دحلان" عندما لعب دوراً استخباراتياً لاستهداف حركات المقاومة "تحت رعاية الإمارات، وبالتنسيق معها خصوصاً إمارة أبوظبي"، بحسب الشريف.

يمثل "ضاحي الخلفان" اليوم الجناح المتصهين في الإمارات، وهو  يعمل على كسر المحرمات والمحظورات العربية  بالدعوة إلى التطبيع مع "إسرائيل" وتكوين جبهة مضادة لمحور الممانعة، إضافة إلى العمل على تفعيل الورقة السعودية الخاصة بالاعتراف المباشر بـ "إسرائيل"، بحسب الخبير "سعد الشريف".