تقرير خاص؛ ولع سعودي بـ"الأصنام" أم تقليد أعمى للغرب؟
رائد الماجد..
تغرم السعودية بمجاراة الغرب في طقوسه وخاصة فيما يتعلق بالاحتفالات والمهرجانات والمواكب، دون تقدير ومراعاة المجتمع السعودية وتقاليده وأفكاره.
في خطوة هي الثانية من نوعها، سير ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه تركي آل الشيخ، مجسمات على شكل أصنام بحسب ما وصفها ناشطون سعوديون، ضمن موسم الرياض.
غضب الناشطين من تلك المراسم اللا اعتيادية دفعهم لشن حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تندد بذلك الموكب، فكتب أحدهم: "عادت الأصنام وعلى رأسهم هُبل و اللات و العزى وغيرهم من الأصنام التي حطمها النبي عليه الصلاة و السلام عندما فتح مكة، وأرجعها بن سلمان عندما فتح السعودية على مشراعيها للحفلات باسم الترفيه".
يذكرنا ذلك بحادثة سابقة عندما نصبت السلطات تمثال الحرية في أرض الحرمين قبل فترة، على واجهة كورنيش الحمراء في المدينة الساحلية.
حينها أعرب مغردون على تويتر في السعودية عن سخطهم لظهور مجسم لنصب تمثال الحرية على واجهة كورنيش الحمراء في مدينة جدة غربي البلاد معتبرين أنه دليل على "تقليد أعمى" للغرب فيما ذهب آخرون مذهباً أبعد واعتبروه عودة لـ "الأصنام" إلى بلاد الحرمين.
لو أن أحداً تحدث بهذا قبل عامين لاتهم حتماً بالجنون، وربما رفعت ضده قضية حسبة بتهمة السعي إلى هدم الدين، غير أن التماثيل في السعودية توشك أن تتحول واقعاً، بعد أن أعلنت هيئة الترفيه السعودية المحدثة في الآونة الأخيرة بقرار من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، عن إقامة فرع لمتحف الشمع الشهير (Madame tussauds) في الرياض، وهو متحف يعرض أبرز الشخصيات العالمية منحوتة على الشمع بصورة غاية في الدقة.
كما يبدو أن تركي آل الشيخ مولع بالأصنام، وهذا يتضح في دعمه لإنشاء متحف في إطار مشاريع هيئة الترفيه التي أعلنها، والذي من المفترض أن يحوي تماثيل من الشمع لشخصيات سعودية شهيرة.
لعقود طويلة، مثّل تحريمُ التماثيل وتجسيدها العقيدةَ الرسمية للسعودية، التي يتمسك علماء الدين فيها بفتاوى متشددة، تُحرِّم نحت ذوات الأرواح وحتى رسمها وبناء على فتاوى بعدد من كبار العلماء، أزالت السعودية العديد من الآثار الإسلامية خوفاً من التبرك بها، والوصول للشرك بالله، هل تغيّر الدين اليوم؟
أضيف بتاريخ :2019/10/22