محمد الفرج..

بعد عاصفة من ردود الفعل والجدل الكبير الذي رافق الإعلان عن إقامة "ملهى حلال" بمدينة جدة الساحلية السعودية، عاد هذا الموضوع مجددا للواجهة بعد فيديو انتشر مؤخرا لفتاة منقبة ترقص في ملهى ليلي بين عدد من الشبان.

ديسكو جدة الذي أثار الجدل حينها، وصف بأنه حلال رغم أنه يفتح أبوابه من العاشرة ليلا حتى الثالثة فجرا، ولا يسمح بدخوله إلا إذا كان مع الشاب فتاة تصاحبه، وهذا الشرط تم تخريجه شرعيا بأنه "مخصص للعائلات"، فهل تريدون أكثر من هذا الحرص على تطبيق الشريعة؟

ليثار الجدل اليوم مجددا من خلال مقطع فيديو متداول لفتاة سعودية منقبة وهي ترقص على أنغام البريك دانس في ملهي ليلي بين عدد كبير من الشبان، في إحدى مدن المملكة، غضب السعوديين وسط مطالبات بإغلاق المكان ومحاسبة القائمين على هيئة الترفيه، وعلى رأسهم تركي آل الشيخ.

وتظهر في مقطع الفيديو المتداول فتاة منقبة تتمايل وسط حلقة من الشباب والفتيات في ملهى ليلي يبدو في مدينة جدة السعودية، بطريقة مثيرة، مع تبادل للصراخ بين المتواجدين، وهو ما يعد خروجا عن القيم الدينية والمجتمعية للشعب.

وطالب السعوديون بإعادة تفعيل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مبدين رفضهم لـ"ضباط الذوق العام" الذين أعلنت هيئة الترفيه عنهم، لكونهم لا يقومون بالدور المطلوب منهم.

نستغرب بشدة من استغراب البعض واستهجانهم افتتاح الديسكو الحلال في سعودية ابن سلمان؛ وسأستغرب بشدة سؤالهم الذي ينم عن التفاجؤ: "معقول" نعم إنه معقول للغاية أن يكون ما هو قادم على المملكة بيدي ابن سلمان وجنوده من آل الشيخ والقحطاني؛ أشد وأنكى، وأعظم وأفدح.

ما دام أهل الحكم يمتطون أرباب اللحى، وما دام الدين ألعوبة في أيدي هؤلاء الذين يسرحون ويمرحون في ساحة الشريعة عقب اعتقال العلماء والدعاة، فمن الطبيعي أن يغدو الديسكو حلالا وكل ما فيه مستمدا من روح الشريعة؛ شريعة ابن سلمان طبعا.

إن الإصرار الفج على سلخ المجتمع السعودي عن هويته بهذه الطريقة العنيفة، وإلباس ذلك ثوب الشريعة؛ ينذر بكوارث على البنية المجتمعية وعلى الارتباط بالهوية الإسلامية، لشريحة الشباب برمتها في المجتمع السعودي.