تقرير خاص: أكثر من عامين على الخلاف.. #السعودية و #قطر يدخلان مناطق محظورة في الصراع؟
رائد الماجد..
يظن البعض أنه مع مرور الزمن قد نشهد تحول سياسي يتعلق بالعلاقات السياسية المنقطعة بين السعودية وقطر إلا أن الواقع مازال يثبت خلاف ذلك وأن السعودية مازالت تكن الحقد لجارتها القطرية.
يبرز اليوم على الساحة الإعلامية خبر رفض السلطات السعودية تعيين سفير موريتاني فيها بسبب عملها في منظمة تابعة لوزارة الخارجية القطرية.
مجريات الأزمة الخليجية بدأت بالرشق بكلام سياسي وتصريحات بين الجانبين وصلت أحيانا حد التدخل بالشؤون وهو ماحصل عندما تم اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية ونشر بيان كاذب ومغلوط منسوب للأمير.
ونتج عن ذلك حصار من البحرين والإمارات والمملكة السعودية ومصر ضد دولة قطر في 5 يونيو/حزيران 2017.فالخلاف مع قطر قد يكون الأكثر إثارة في المنطقة المشبعة بحمامات الدم والمآسي، بل أنه بالنسبة للمملكة السعودية يمثل معركة حيوية لإعادة تشكيل دول الخليج والمنطقة لأجيال قادمة، حتى من الصعب فهم سبب عدم حل الخلاف حتى الآن.
لماذا لم يحل الخلاف؟
أحد أسباب عدم حل الخلاف هو أن جانبي الصراع استخدما وسائل الإعلام التقليدية ومنصات التواصل الاجتماعي لتمرير أجندتاهما، إلا أن القطريين على الأرجح يتفوقون على منافسيهم، ومع أن التحالف الذي تقوده السعودية بدأ في اللحاق بهم، لكنه يظل خلف قطر في معركة كسب القلوب والعقول خاصة في العواصم الغربية وهو الأمر الذي تسعى الرياض جاهدة لتحقيقه.
كما أن ما ازعج الحكومة السعودية أن نجاح الأسرة القطرية الحاكمة في إقامة قنوات اتصال قوية مع عشائر “آل تميم” في نجد ومنطقة الاشيقر خاصة، وبناء مساجد وجامعات لابنائها في المنطقة، وتقديم دعم مالي قطري لشيوخها، وتجنيس بعض أبنائهم بالجنسية القطرية، ومنحهم امتيازات ومراكز عالية في المؤسسات القطرية، فان هذا يؤكد ان الاسرة الحاكمة في قطر نجحت في تحقيق اختراق سياسي كبير في السعودية وبحرفية عالية.
وما ازعج السلطات السعودية أيضا نجاح السلطات القطرية في تحقيق اختراق آخر تمثل بدعوة نخبة من الدعاة السعوديين لالقاء خطب الجمعة من على منبر المسجد “الوهابي”، مثل عبد العزيز آل الشيخ، وسلمان العودة، ومحمد العريفي، وعائض القرني وآخرين واكرم وفادتهم والاحتفاء بهم، ولعل وقوف معظم هؤلاء الدعاة ( الوهابية ) على الحياد وغيرهم في الأزمة السعودية القطرية الحالية يعود إلى هذا الاختراق.
وفقاً لما ذكرته صحيفة فورين بوليسي الأمريكية، فإنه بعد عامين على الأزمة الخليجية، بدأت الخلافات والصراعات تسيطر على الدول المحاصرة لقطر.
حتى أن الصراع بين قطر من ناحية والسعودية والامارات والبحرين من ناحية أخرى بدأ يدخل مناطق محظورة، ويتجاوز كثيرا من الأعراف المتبعة في الخصومة، من اللافت أن الطرفين يتجاوزان الخطوط الحمراء في هذا الصدد، وخاصة الخوض في الأعراض والأمور الشخصية، وأن كان الجانب السعودي الحاكم هو الأكثر تغولا في هذا المضمار.
أضيف بتاريخ :2019/10/29