تقرير خاص: ملفان لا يغلقان أبداً في #السعودية
رائد الماجد
في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة توتّراً حاداً، انعكست تناقضات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، على الحالة الحقوقية للمملكة ومواطنيها، وبينما بدأ إبن سلمان يحاول إيهام العالم بقيامه ببعض الاصلاحات الشكلية في ملفات معينة أبرزها ملف المرأة، فإنها سرعان ما كشفت الحقائق تدهوراً كبيراً في الحريات والحقوق السياسية والمعيشية، بالإضافة إلى مقتل الصحفي المعارض جمال خاشقجي في داخل القنصلية السعودية في إسطنبول.
ملفان لا يغلقان أبداً في السعودية
خاشقجي، وانتهاك حقوق الإنسان، ملفان أبقيا المملكة السعودية تحت الأضواء ، وبالحديث عن أوضاع حقوق الإنسان في السعودية: فقائمة الانتهاكات تطول وتطول:
-بعد الصمت الطويل الذي اختارته السعودية تجاه الجرائم التي حصلت وتحصل ضد مسلمي الروهينغيا، وصل بعض الأشخاص من الروهينغيا إلى السعودية وتم إلقاء القبض عليهم بعد فترة وجيزة بتاريخ 20/4/2019، وتخطّط الحكومة السعودية لإعادة هؤلاء الأشخاص إلى بلادهم، لهذا السبب، أضرب هؤلاء الأشخاص عن الطعام في السجون السعودية ويطالبون بإطلاق سراحهم، السعوديون يعذّبون هؤلاء اللاجئين في محاولة منهم لكَسْرِ إضرابهم عن الطعام.
- ظل الشيخ "عوض القرني"، في الحبس الانفرادي مذ تمّ اعتقاله أي منذ سبتمبر / أيلول 2017، حتى أن القرني ممنوع من زيارة زوجته في المستشفى.
أوضاع النساء والأطفال
في حوارٍ خاصٍ مع فرانس24، كشفت شقيقة الناشِطة السعودية المُعتقلة لجين الهذلول معاناة أختها وما تتعرّض له من تحرّش جنسي وتعذيب وتهديدات بالقتل في السجون السعودية.
عائلة الهذلول كسرت حاجز الصمت ونقلت إلى العالم ما يُعانيه معتقلو الرأي في المملكة السعودية من قمعٍ وسوء معاملة وعقاب جماعي يطال عائلات المُعتقلين.
في يوم السبت 28/4/2019، نشر حساب "المُعتقلات السعوديات"، المُختص بنشر أخبار النساء المُعتقلات في السعودية على حسابه على تويتر ما يلي: "تم إلقاء القبض على بعض النساء السعوديات الحوامِل، تلك النساء يضعن حملهن في السجون، لكن المسؤولين السعوديين لم يسمحوا لهؤلاء الأطفال بالخروج من السجن، حتى أنه في بعض الأحيان يعزلون هؤلاء الأطفال عن أمّهاتهم، لكنهم لا يسّلمون هؤلاء الأطفال إلى عائلات المُعتقلات خارج السجن. على سبيل المثال، إحدى هؤلاء السجينات تُدعى "فاطمة البلوشي"، أنجبت طفلها "كيان"، والآن هي وإبنها الصغير في السجن.
تقارير واحتجاجات وسائل الإعلام ومنظمات حقوق الإنسان حول انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية
-كتبت 18 عضوة من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي في 25/4/2019، رسالة إلى ريما بنت بندر سفيرة السعودية في واشنطن، دعت فيها إلى وضع حد للسلوكيات غير العادلة ضد الناشِطات السعوديات وإطلاق سراحهن جميعا، كما دعت المندوبات الثماني عشر إلى إلغاء نظام ولاية الرجل على المرأة المعمول به في السعودية، الذي يؤدّي إلى انتشار العنف المنزلي ضد المرأة هناك.
-ودعت 12 منظمة حقوقية فرنسية وغير فرنسية بتاريخ 25/4/2019، الحكومة الفرنسية، إلى وقف مبيعات الأسلحة إلى السعودية لإنهاء الحرب في اليمن، ويبدو أن هذه الضغوطات جاءت بنتيجة إيجابية ، حيث نقلت وكالة رويترز عن مسؤول محلّي فرنسي قوله إن سفينة سعودية غادرت ميناء لوهافر الفرنسي من دون تسلّم أسلحة كان مقرّراً شحنها، وبحسب المصدر، فإن السفينة السعودية التي كان من المقرّر أن تُحمَّل أسلحة في فرنسا أبحرت إلى سانتاندير في إسبانيا.
- الناشطون السعوديون في 28/4/2019 ومن خلال إطلاق هاشتاغ #إنقاذ_عوائل_المعتقلین، دعوا الحكومة السعودية إلى وضع حدٍ للضغوطات التي تمارسها الحكومة على عائلات السجناء. ونذكر بعض هذه الضغوطات التي تتعرّض لها عوائل المُعتقلين السياسيين ومُعتقلي الرأي من قِبَل الحكومة السعودية على سبيل المثال: حَظْر السفر أو وقف الخدمات الحكومية مثل إصدار بطاقات الهوية وخدمات التأمين ..إلخ، وإجبار النساء على طلب الطلاق من أزواجهن.
- "هيومن رايتس ووتش" بدورها ذكرت أن السلطات السعودية أعلنت عن إعدام 37 رجلاً جماعياً في 23 أبريل/نيسان 2019 في أنحاء مختلفة من البلاد. 33 على الأقل من أصل الـ 37 من الأقلية الشيعية في البلاد ، وأدينوا في أعقاب محاكمات جائِرة لمختلف الجرائم المزعومة، منها الجرائم المرتبطة بالاحتجاج، والتجسّس، والإرهاب، هذا الإعدام الجماعي هو الأكبر منذ يناير/كانون الثاني 2016، حين أعدمت السعودية 47 رجلاً بتهمة ارتكاب جرائم إرهابية.
إطلاق سراح النساء البريئات المُعتقلات، إقامة مُحاكمات عادِلة للنشطاء، تقديم تقارير واضحة وعادلة حول عملية قتل خاشقجي، وقف حصار قطر واليمن، محاولة إعادة ما تمّ تخريبه في سوريا ..إلخ كل ذلك يشكل أركاناً رئيسية لعملية إصلاحية حقيقية في المملكة السعودية ولولي العهد "محمد بن سلمان"، في حال تمّت هذه العملية الإصلاحية سنكون أول مَن يمتدح هذه العملية الإصلاحية ويدعو لاتباعها وسنعتبر أن محمّد بن سلمان قدوة يُحتذى به في المنطقة، هل لديه الإرادة لفعل ذلك؟
أضيف بتاريخ :2019/11/14