تقرير خاص: #السعودية .. خطوات قليلة تبعدها عن الإفلاس وخطوة تنجيها منه
محمد الفرج..
لن يذرف أغلب العرب و المسلمين الدموع على إفلاس السعودية أو هزيمتها في اليمن ، وحده شعبها قد يذرف الدموع بعد إعلانها الإفلاس بسبب كل ما سبق.
نبدأ من الداخل السعودي حيث ارتفع دخل المملكة بسبب ارتفاع أسعار النفط أكثر من مئة مرة، مثلما ارتفع عدد السكان أيضا سبعة أضعاف، أن لم يكن أكثر.
نعم المملكة السعودية مقدمة على أوضاع مالية صعبة جدا قد تصل لمرحلة أقرب إلى الإفلاس بسبب سوء إدارة الثروات المالية الهائلة التي دخلت خزينتها، وعدم ترشيد الانفاق، والمبالغة في شراء صفقات أسلحة لأهداف سياسية وليس عسكرية، وشراء ذمم عظمى في ظل حالة من الارتباك غير مسبوقة.
الدراسات الغربية سبق وأكد أن المملكة ستواجه متاعب اقتصادية صعبة بسبب إقدامها منذ عامين على “مقامرة” خطيرة عندما توقفت عن سياستها في دعم أسعار النفط، وضخت أكثر من مليون برميل في الأسواق، مما أدى إلى انهيار الاسعار بنسبة 55 بالمئة، والهدف هو شل الاقتصاد الإيراني، وإضعاف الروسي بسبب دعمهما لسوريا، فجاءت النتائج عكسية تماما، وفي الوقت الخطأ.
90 بالمئة من الدخل القومي السعودي يعتمد على النفط، ولم تقم السلطات السعودية على مدى خمسين عاما من الطفرة النفطية في توزيع وتوسيع مصادر الدخل، وايجاد مصادر أخرى للانتاج، ولهذا بلغ العجز في الميزانية أرقام ملفتة.
المملكة السعودية تمارس سياسة انفاق باهظة فهي تغازل فرنسا برشوة مالية لشراء طائرات مدنية وأخرى حربية، وتبذل جهودا كبرى لعدم اغضاب أحد في أمريكا بالاستمرار في اعتمادها كمصدر اساسي للتسليح.
ولا ننسى التزامات المملكة تجاه حربين تخوضهما في سورية واليمن ودعمها للمتمردين فيهما ، ولا يلوح في الأفق أي مخرج سياسي قريب للأزمة اليمنية.
هناك حوالي ثلاثة ملايين مواطن سعودي يتلقون إعانة بطالة شهريا، وهذا يعني أن هناك ثلاثة ملايين عاطل عن العمل معظمهم من الشباب، وأقدمت السلطات السعودية على إلغاء عشرات الآلاف من البعثات الدراسية للطلاب في الجامعات الأمريكية والأوروبية خفضا للنفقات.
نعم السعودية بحاجة إلى الإجراءات السريعة واخراج المملكة من حربها في اليمن أولاً ، فقد أظهرت المؤشرات المعلنة للاقتصاد السعودي من قِبل تلك الجهات، حالة الانهيار التي يعانيها اقتصاد أكبر منتِج للنفط في العالم، والتي كان آخرها إفلاس شركات كبيرة، وتراجع العجز في ميزانية البلاد، اليوم يتأكد ذلك فيما كشفه كشف مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) السابق، ديفيد بترايوس، حيث قال إن السعودية تتجه نحو الإفلاس، والمال ينفد من يديها.
أضيف بتاريخ :2019/11/16