تقرير خاص: هل يتصالح الخليجيّون في الملعب؟
محمد الفرج..
فصل جديد قد يكتب في الأزمة الخليجية، بعد إعلان منتخبات السعودية والإمارات والبحرين، عن مشاركتها في بطولة كأس الخليج لكرة القدم والمعروفة بـ "خليجي 24" إذا ما ربطت بتصريح السفير السعودي بالكويت الذي قال: إن الرياضة دائما تصلح ما تفسده السياسة.
حيث تراجعت السعودية والإمارات والبحرين عن مقاطعة البطولة الكروية المقامة في الدوحة، وهي المرة الأولى التي يشارك فيها منتخبات هذه الدول في بطولة مقامة على أراضي قطر منذ الأزمة الخليجية.
وشدد السفير السعودي بالكويت على أن هذه المشاركة علامة خير وتفاؤل، التصريحات التي اعتبرها ناشطون ميلا من جانب السعودية للصلح حيث أن المتحدث مسؤول سعودي كبير على علم بما يدور في أروقة الدولة.
ولأن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" لا يعترف بالبطولة الخليجية، وبالتالي فلا واجبات كروية تترّتب على أيّ دولة جرّاء عدم المشاركة فيها، لذلك فقرار السعودية والإمارات والبحرين هو قرار سياسي بالأساس.
تظهر فعلاً بعض تباشير إنهاء الخلاف غير بطولة كأس الخليج، منها المشروع النفطي القطري في مصر، حيث نجحت "قطر للبترول" في تشغيل مشروع مصفاة لتكرير النفط، في أكبر استثمار لهذه الشركة السيادية في دولة عربية. ورغم أن المشروع وُقع في عهد الرئيس المصري السابق محمد مرسي، إلّا أن تشغيله لم يكن ليأتي لولا ضوء أخضر من الحكومة المصرية التي تعدّ طرفاً رئيسياً في حملة مقاطعة قطر.
لكن بشكل عام، بيد أن جذور الخلاف لا تزال تنشط الأزمة، فقطر طالما رأت في بعض مطالب الدول الأخرى نوعًا من التعجيز، ولطالما اعتبرت الدوحة المطالب تدخلاً في سيادتها، ومحاولة لإدخالها في جلباب السعودية، إذ لا ترغب قطر بالتنازل عن سياستها الخارجية التي جعلتها تختلف عن بقية دول المنطقة، لذلك قد لا تتطور الأمور إلى حلّ الخلاف بشكل كامل، بل فقط تفكيك الأزمة.
الرياضة عادةً ما تكون مرآة للوضع السياسي القائم بين الدول، وبالنّسبة إلى السعوديّة، والتي يصفها مُعلّقون بقائدة حربة المُقاطعة لقطر، لم يصدر عنها بشكلٍ رسميّ أو حتى تلميحيّ، نيّة تصالح، عدا إعلان مُشاركتها في كأس الخليج، لكن في المُقابل يرى مراقبون أنّ ثمّة ما “يُبشّر” نيتها الذهاب إلى المُصالحة مع قطر بعد أنباء عن وجود حوار غير مُعلن بين أنصار الله ، والسعوديين في مسقط لإنهاء حرب اليمن.
بكُل الأحوال هُناك ما يُؤشّر على وجود رغبة سعوديّة إيجابيّة بإغلاق كُل الملفّات العالقة بالمنطقة، بعد تزايد الضّغوط الداخليّة على حُكومتها، وتنامي النّقمة على عصر الترفيه، وتزايد الشّكوك والتخوّفات بمدى صحّة طرح أسهم أرامكو للاكتتاب في الأسواق العالميّة، مع انخفاض أسعار النفط، وتعريض الشركة إلى مخاطر التدخّلات الغربيّة.
أضيف بتاريخ :2019/11/23