تقرير خاص: اغتيال #سليماني.. #أمريكا اختارت البداية والنهاية من نصيب #إيران
محمد الفرج..
بدأت السنة الجيدة بأضخم عملية اغتيال يمكن أن تأخذ المنطقة إلى حرب واسعة النطاق، ومما لا شك فيه أن الولايات المتحدة تصرفت بتهور لا يتناسب مع قوتها ومكانتها كدولة عظمى باستهدافها لقائد عسكري إيراني بحجم قاسم سليماني خاصة وأن الرجل لم يكن مصنفا دوليا كإرهابي دولي إضافة إلى ذلك أن الرجل كان رأس الحربة في القضاء على تنظيم "داعش" والقاعدة في كل من العراق وسوريا ولم يثبت تورطه قانونيا في استهداف مصالح أو حتى مواطنين أمريكيين.
ويعد سليماني مسؤولا سياسيا وعسكريا رسميا رفيع المستوى في الحكومة الإيرانية، وإقدام إدارة ترامب على اغتيال قاسم سليماني هو في الحقيقة حرق من إدارة ترامب لكل مراكب الدبلوماسية على ضفتي الخليج وربما في المنطقة بين إيران وحلفائها المحليين وبين الولايات المتحدة وحلفائها الاقليميي؛ وهو بمثابة إنهاء لسياسة حافة الهاوية التي طالما نجحت إيران والولايات المتحدة الأمريكية في إدارتها خلال عقود؛ وهو ما يعنى أن المنطقة ستكون في قادم الأيام أقرب ما تكون إلى الهاوية كون أن إيران ستكون ملزمة ومجبرة بردة فعل أقرب إلى الفعل الأمريكي؛ وهو ما سيجلب رد فعل أمريكي أكثر تهور من إدارة أمريكية يقودها رجل كترامب في وضعه الحرج الراهن.
وهو ما يعنى أن المنطقة برمتها قد تكون في طريقها نحو أصعب أوقاتها خاصة إن قررت ايران عدم الاكتفاء بالرد في العراق وتوسيع دائرة الاشتباك والرد ونقل المعركة بعيدا عن حدودها، وفي تلك الحالة ستكون "إسرائيل" على رأس القائمة المستهدفة من الرد الإيراني؛ وهو ما سيعنى فتح جبهة تمتد من الخليج العربي وحتى شواطئ المتوسط.
ولن يكون مستبعدا أن تصل إلى البحر الأحمر؛ وهو ما يعنى شلل كامل لمنطقة هي مصدر الطاقة الرئيسي للعالم؛ وعليه على القوى المؤثرة في العالم أن تتدارك الأمور قبل فوات الأوان.
لقد أنهت الولايات المتحدة باغتيال سليماني أي أمل في أي حوار دبلوماسي في حلحلة الأزمة مع إيران على الأقل في المدى المنظور؛ وفتحت الباب واسعا أمام حوار الدم الذى لن يجلب إلا مزيد من الدم، وتدارك الأمور قد يكون صعبا لكن في المقابل ليس مستحيلا إذا ما أدت جهود الوساطة لتلافي الكارثة المحدقة إلى تحقيق صفقة سياسية مرضية لكل الأطراف.
وإذا نظرنا إلى التوقيت والظرف، نسأل: هل يريد ترامب من عملية الاغتيال تعزيز موقفه الانتخابي القادم، وصرف الأنظار عن التهم الموجهة إليه، أم أنه خضع لمتطلبات الساعة والظرف، ولم يكن التوقيت مستهدفا، وإنما كان الهدف هو المستهدف؟
في أمريكا و"تل أبيب" يمكن أن يعتبروا نجاح العملية نصرا لهما، ولكن الاغتيال عادة لا يحمل تباشير نصر مؤكد، بل قد يأتي بقيادة شابة أكثر قوة وحزما، وربما يدفع المعتدي ثمنا أكبر. وحتى يذوب الثلج ويبين المرج لنرى إلى أي المآلات ستؤول الأمور في المنطقة .
أضيف بتاريخ :2020/01/04