تقرير خاص: بنكهة سعودية وطريقة إسرائيلية.. طبخة التطبيع تدخل مرحلة التخمر
محمد الفرج
في صورة جديدة للتطبيع ، قامت القناة الإسرائيلية 12 بإعداد أول تقرير لها من السعودية يحمل عنوان “إسرائيلي في السعودية” وفيه تجول طاقم صحافي تابع لها في عدة مدن سعودية.
وأظهر التقرير التلفزيوني الصحافي الإسرائيلي إنريكي زيمرمان وهو يتجول بحرية في شوارع الرياض وجدة والمدينة المنورة وتحدث مع مارة في الشارع عن قضايا “السلام” والعلاقة مع "إسرائيل"، لكن الأغلبية قد تهربوا من الخوض في حديث مسهب مكتفيين بحديث عن السلام، دون أن يفصح الصحافي عما إذا توجه لهم كإسرائيلي.
وقام زيمرمان بالحديث مع سعوديين عن قضايا اجتماعية منها “زي الفتيات في الأماكن العامة وظهور بعضهن سافرات ومع رجال ودون رقابة هيئة الأمر بالمعروف، التي طردها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من الشوارع، وعن قيادة النساء للسيارات، وشواطئ السباحة، والنوادي المغلقة، وملاعب كرة القدم، وأشار إلى أن السعودية التي تعتبر “الدولة الأكثر انغلاقا وغرابة” قد انتقلت في عهد بن سلمان من رياضة سباق الجمال إلى الرياضة العالمية، في محاولة منه لتلميع صورة ولي العهد.
وتعتبر القناة الإسرائيلية 12 الأوسع انتشارا بين القنوات الإسرائيلية ، وقد تفاخرت القناة بنجاحها في إدخال أول إسرائيلي للسعودية وإعداد تقرير عن المملكة من أراضيها .
كما ختمت القناة التقرير بملاحظات مقدم البرنامج داني كوشماروف ، الذي قال إن السعودية ورغم مزاعم انفتاحها وإصلاحاتها وثرائها، فإنها منيت بالفشل مرة تلو المرة في السنوات الأخيرة، بدءا من اليمن ومرورا بإخفاقها بالدفاع عن نفسها أمام صواريخ تطلق على منشآتها النفطية، وانتهاء بفشلها الذريع أمام جارتها الصغيرة قطر رغم الحصار.
وبالتزامن مع تصاعد علامات التطبيع العلني بين المملكة العربية السعودية والكيان الإسرائيلي والخطة الأمريكية للقضاء على الحقوق الفلسطينية تحت مسمى صفقة القرن، شنت خلال الفترة الماضية السلطات السعودية حملة اعتقالات ضد نشطاء وحقوقيين رافضين للتطبيع.
الواضح أن ما يُطلَق عليها النخب السعوديّة من كُتّاب وصحافيين وإعلاميين في المملكة السعوديّة تتطوَّع في سوادها الكبير من أجل تمرير وترويج سياسة ولي العهد السعودي في كل شاردة وواردة، لكن الجديد هو استثمار الجانب الإسرائيلي للترويج لتلك السياسة أيضاً.
فبين الحين والآخر يخرج إلى العلن فصلاً جديداً من فصول التطبيع مع "إسرائيل"، و لم يعد مستغرباً الحديث عن تطبيع خليجي علني مع "إسرائيل"، فالأمر بات أصبح بصورة علنية ودون مواربة.
و صحيح أن أشكال التطبيع متعددة الأوجه، إنما الصحيح أيضاً أن ما يتم هندسته خليجاً، سيكون بعد مدة وجيزة أمر واقع، فالتطبيع الإعلامي والسياحي والرياضي والثقافي، والديني مستقبلاً سيكون متوقعاً ، فطبخة التطبيع باتت في مرحلة التخمر.
أضيف بتاريخ :2020/01/27