التقارير

تقرير خاص: #صفقة_القرن امتحان الرجال.. مجموعات من #الجزيرة_العربية تنضم لحملة المقاطعة

 

رائد الماجد..

مرت على الشعب الفلسطيني عشرات المشاريع التسوية منذ قرار التقسيم حتى الآن، ومنذ نجاح الرئيس الأمريكي ترامب في الانتخابات تجنب هو وإدارته إطلاق ما يسمى "صفقة القرن" في الإعلام، وبقي المشروع طي الكتمان خصيصاً في شقه السياسي إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية في أوساط (أيلول، سبتمبر) 2019، ليعلن عنها بالأمس وعلى الملأ متجاوزاً كل الخطوط الحمراء المتعلقة بالقضية الفلسطينية.

وهنا تظهر معادن الدول العربية التي تنادي بسيادة فلسطين، وتظهر فعالية كل حملة وكل خطوة للإطاحة بتلك الصفقة، ومحاولة ردعها عن فلسطين ، فكانت هناك خطوة سباقة وهي إطلاق حملات مقاطعة للبضائع ، كالتي أطلقتها 'الحركة العالمية لمقاطعة البضائع الأمريكية' (BUP) لمقاطعة الـ'آيفون' بوصفه أحد السلع الأمريكية واسعة الانتشار، وذلك بمشاركة لجان في 13 دولة منضوية في إطار الحركة منها لبنان، تونس وغزة وسوريا واندونيسيا وماليزيا وتركيا وأفغانستان وباكستان وآذزبيجان ..

حتى أن هناك مجموعات في منطقة الجزيرة العربية كالسعودية التي تعتبر من حلفاء أمريكا الأقوياء، انضمت للحملة معلنين مقاطعة تلك الهواتف الأمريكية.

وتم اتخاذ هذه الخطوة تحديداً لأن شركة 'أبل' تساوي أكثر من ترليون دولار، تعتبر الاقتصاد السادس عشر عالمياً، بربح سنوي يساوي 230 مليار دولار، علماً أن المسلمين حول العالم يستخدمون نحو 170 مليون جهاز، بقيمة متوسطة تبلغ 110 مليار دولار (بحسب دراسة خاصة للحركة).

ورغم أن المقاطعة تعتبر المقاطعة نموذجياً كأحد أوجه المواجهة المشروعة ضد الاحتلال كي تنال الشعوب حريتها واستقلالها، بهدف التأثير عليه سياسياً أو أضعافه عسكرياً واقتصادياً، إلا أن خيار الانتفاضة الفلسطينية مازال موجود، فالانتفاضة اليوم لن تتفجر اليوم من أجل محطة كهرباء، أو محطة تحلية، أو مشاريع خلق وظائف، أو تخفيض نسبة الفقر، وإنما من أجل ثوابت العودة، وتحرير فلسطين، كل فلسطين من النهر إلى البحر.

نعم.. صدق كوشنر عندما أكد أنها ليست “صفقة القرن” وإنما “فرصة القرن” ولكن لتصفية القضية الفلسطينية وإهانة العرب والمسلمين ووضعهم تحت الانتداب الإسرائيلي.. لماذا نشعر بالقهر والإسرائيليون يتجولون في المنامة ملوحين بجوازات سفرهم؟

في هذه اللحظات المفصلية في تاريخ الأمم تظهر معادن الرجال، وتتجسد قيم الشرف والكرامة والوطنية، ونشهد أن الذين قاطعوا مصيدة الخيانة هذه، هم الفرقة الناجية، التي تبرأت من هذا الدنس وفضلت تجنب التلوث بكل أدرانه، داخله صفحات التاريخ المشرفة من أوسع أبوابها، كل من شارك في هذه المؤامرة ويوظف أموال الأمة في دعم صفقة القرن وتمريرها سيدفع ثمنًا باهظًا، فالزمن يتغير والمعادلات تتغير، وقد يكون الفضل لصفقة القرن في شحذ الهمم.

أضيف بتاريخ :2020/01/30

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد