محمد الفرج..

أعلنت وزارة الصحة السعودية عن ظهور نتائج مخبرية تؤكد تسجيل أول حالة إصابة بفيروس كورونا الجديد Covid-19 لمواطن سعودي.

وبدأت الدول حالة استنفار للوقاية من الفيروس خاصة أنها علقت في وقت سابق تأشيرات العمرة في محاولة لتجنب وصول الفيروس للمملكة، كما أعلنت تعليق دخول مواطني دول مجلس التعاون إلى مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة بشكل مؤقت، كما علقت أيضا تأشيرات الدخول السياحية للقادمين من الدول التي يتفشى فيها الفيروس، إلا أن القدر ساقه إليها.

ولتجنيب تداعياته اقتصادياً، كما عملت مؤسسة النقد العربي السعودي "ساما"، مع القطاع المالي على وضع السياسات المناسبة للحد من تأثير فيروس كورونا في الاقتصاد الوطني.

ولكن، وسط تنامي مخاوف انتشار فيروس "كورونا" تراجع مؤشر مديري المشتريات في السعودية والإمارات، إذ انخفضت قراءة مؤشر السعودية من مستوى 54.9 نقطة خلال يناير/كانون ثاني الماضي، إلى 52.5 نقطة في فبراير/ شباط.

ويعزى ذلك إلى مخاوف بشأن مستقبل الأعمال بالسعودية خلال 2021، مع تصاعد المخاوف بشأن مستقبل الاقتصاد العالمي، خاصة فيما يتعلق بالصين بعد انتشار فيروس كورونا.

ويواصل فيروس كورونا إثارة الذعر في أوساط أسواق المال والاقتصاد، لا سيما الاقتصاد الصيني، وفي الوقت الذي بلغ فيه التبادل التجاري بين المملكة السعودية والصين نحو 31.38 مليار دولار، خلال 11 شهراً منذ بداية 2019، قال محللون إن التأثير على اقتصاد المملكة سيكون محدوداً مع وجود بدائل لتحييد التأثر بالاقتصاد الصيني.

لكن أثر فيروس كورنا على الاقتصاد السعودي يعتبر في بدايته ولا شك أنه سيكون هناك أثر سلبي على قطاعات عديدة مثل التجارة المباشرة مع الصين ولا سيما أسعار النفط حيث يعتبر الصين من أكبر الشركاء الاقتصاديين للمملكة، كما قطاع البتروكيماويات أيضاَ سيكون من ضمن أكبر المتأثرين من تلك الأزمة حيث تمثل نحو 30 بالمائة من إنتاج القطاع.

فهل تتجهز المملكة لكل تلك التداعيات خاصة أن خزينة الدولة أنفقت الكثير من المبالغ على الأسلحة لدعم الحرب على اليمن ودفعت المليارات من الدولارات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهنا وهناك تزداد الأرقام، فكيف تنقذ المملكة نفسها اليوم من هذه الورطة في ظل العقل المتهور الذي يدير شؤونها؟؟ وهل سيمرر لها ترامب أدوات الوقاية أو العلاج كما مرر لها الأسلحة؟؟