تقرير خاص: شدة أذن!.. ما علاقة حملة اعتقال الأمراء السعوديين بالانتخابات الأمريكية؟
محمد الفرج..
طرأت تطورات جديدة على حملة الاعتقالات التي يشنها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والتي بدأت قبل أيام باعتقال الأميرين أحمد بن عبد العزيز ومحمد بن نايف بن عبد العزيز، حيث أعلنت صحف غربية أنه تم اعتقال عشرات الأمراء، لكن الذي أثار الجدل أكثر هو توقيت الحملة.
وفي الوقت الذي تجاهلت به وسائل الإعلام السعودية خبر اعتقال الأمراء الأربعة، بحيث أنه لا يوجد أي صحيفة أو موقع إخباري سعودي نقل هذا الخبر، تسارعت الوسائل العالمية للبحث عن الأسباب.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مصادر في الديوان الملكي أن دائرة الاعتقالات في البلاط الملكي السعودي توسعت وطالت أبناء العائلة الحاكمة ومسؤولين حكوميين وعسكريين، مشيرة إلى أن الاعتقالات شملت العشرات من مسؤولي وزارة الداخلية وكبار ضباط الجيش، وغيرهم ممن يشتبه في دعمهم محاولة انقلاب.
كما قالت المصادر إن كبار أفراد العائلة المالكة حصلوا على أدلة على المؤامرة التي جرى التحضير لها، ويشتبه بتورط الأميرين أحمد بن عبد العزيز شقيقِ العاهل السعودي، ومحمد بن نايف ولي ِالعهد السابق، والأمير نواف بن نايف.
فيما قالت رويترز بتقرير إن الهدف الرئيسي لحملة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان هو توجيه رسالة قوية لمنتقديه داخل العائلة الحاكمة، مفادها: لا تجرؤوا على معارضة صعودي إلى العرش.
وحول هذا الاحتمال، اتفقت "وول ستريت جورنال" مع رويترز، فذكرت أن أفراداً من الأسرة المالكة يسعون لتغيير ترتيب ولاية العرش، ويعتبرون الأمير أحمد، شقيق الملك سلمان الأصغر وشقيقه الوحيد الباقي على قيد الحياة، خياراً ممكنا قد يحظى بدعم أفراد الأسرة والأجهزة الأمنية وبعض القوى الغربية.
ولربما جاءت الاعتقالات إنذاراً إلى جميع أفراد العائلة المالكة من الذين يشعرون بأنهم محرومون من حقهم، بالتوقف عن التذمر وبدء دعم القيادة، فإذا أمكن القبض على الأمير أحمد بن عبد العزيز فإن أي أمير يمكن أن يكون عرضة للاعتقال.
لكن بتدقيق بسيط يمكن أن ننفي فرضية التجهيز لانقلاب، وذلك أن عملية الانقلاب تتطلب مقومات وإمكانيات كبيرة لا يمتلكها الأمراء الأربعة ولعل أهم هذه المقومات هي قوة عسكرية كحدٍ أقل، في حين يجهز ابن سلمان نفسه بجيش قوي.
والفرضية الأكثر تصديقا، هي أن ولي العهد ربما أراد تمهيد طريقه للوصول إلى العرش قبل انتخابات الرئاسة الأميركية، خوفا من أن يتأثر موقفه إذا هُزم الرئيس دونالد ترامب في الانتخابات.
محمد بن سلمان ربما تحرك ضد عمه وابن عمه خوفا من أن "يتحول الأميركيون ذات يوم لدعمهما"، فالأمراء تلقوا "شدة أذن" للتوقف عن انتقاد ولي العهد.
أضيف بتاريخ :2020/03/11