محمد الفرج..

بعد أن أثقلت كاهل الشعب الغارات خلال الأسبوع الماضي، قرر التحالف العسكري بقيادة السعودية، والذي يشن حرباً على الأراضي اليمنية منذ سنوات، الوقف الشامل لإطلاق النار في اليمن، على أن يبدأ من منتصف نهار اليوم الخميس والاستمرار بهذا القرار لأسبوعين مقبلين.

"هدنة كورونا" التي تم الإعلان عنها جاءت بعد مطالبات بل مناشدات بخفض حدة الحروب في الدول، وخاصة اليمن التي تفتقر لأدنى المقومات الصحية لمواجهة الفيروس إن تفشى فيها.

وعليه، لفت "التحالف السعودي" إلى أن "قرار وقف إطلاق النار يأتي لمواجهة تبعات تفشي فيروس كورونا المستجد، فضلاً عن أنه يأتي قبولاً للدعوة التي وجهها أمين عام الأمم المتحدة"، مع الإشارة إلى أن الأمم المتحدة طالبت أكثر من مرة بوقف الحرب على اليمن.

حيث كثرت مؤخراً المطالب بوقف الحرب على اليمن، بالتزامن أيضاً مع تفشي فيروس كورونا حول العالم، وسط مخاوف على الشعب اليمني، حيث يعاني اليمن من انهيار شبه تام في كافة القطاعات، لاسيما القطاع الصحي، وأصبح 80% من سكانه بحاجة لمساعدات إنسانية، جراء حرب مستمرة منذ 6 أعوام، علماً أن وزارة الصحة اليمنية لم تعلن حتى اللحظة عن أي إصابة بالفيروس بين المواطنين اليمنيين حتى اللحظة.

كما يأتي قرار وقف إطلاق النار، تزامناً مع إعلان جماعة "أنصار الله" اليمنية عن قائمة بنود الرؤية الوطنية التي قدمتها للأمم المتحدة لإيقاف شامل للحرب على الأراضي اليمنية، والتي نصت في بنودها على ضرورة إنهاء التواجد الأجنبي في جميع الأراضي اليمنية وإنهاء أي تواجد عسكري يمني في الأراضي السعودية.

ولطالما تم الإعلان عن هدنات سابقة تم خرقها في نهاية المطاف، لكن هذه المرة قد يتمكن كورونا من منع السعودية بخرق الاتفاق لكون الوضع حساس وعلى الموقف الإنساني أن يكون سيد المواقف في هذه الحالة.

والأهم أنه لم يسجل اليمن، حتى مساء الأربعاء، أية إصابة بالفيروس، بينما أصاب أكثر من 1.5 مليون شخص بالعالم، توفى منهم ما يزيد عن 87 ألفًا، وتعافى أكثر من 319 ألفًا.

والجدير بالذكر أن التحالف السعودي الذي تنضوي في صفوفه عدد من البلدان العربية، يشن منذ شهر آذار من عام 2015 الفائت، حرباً على اليمن، الأمر الذي أودى بحياة آلاف اليمنيين جلهم من الأطفال والنساء وسط انتشار مرض الكوليرا والأمراض المعدية والمجاعة نتيجة الحصار الخانق الذي تفرضه السعودية.