التقارير

تقرير خاص: #الرياض تحمل المسؤولية الكاملة.. وكأن #اليمن لا ينقصه إلا #كورونا!

 

رائد الماجد..

وكأنّ اليمن لا يكفيه النزاع المسلّح المطوّل والأزمة الإنسانية، حتى جاء فيروس "كورونا" المستجد ("كوفيد-19") ليشكّل خطرا محدقا يُضاف إلى المخاطر التي تهدّد الشعب اليمني.

بعد الإعلان عن أول إصابة بفيروس كورونا في حضرموت جنوب شرق اليمن، باتت ارتفاع أعداد الإصابات رهيناً بالوقت وكذلك الأمر بالنسبة للوفيات، ولأن اليمن يخضع لحصار بري وبحري وجوي، إلا من منافذ تشرف عليها السعودية، فقد تم تحميل الرياض مسؤولية انتشار الوباء.

كما أن هيمنة الرياض على عدن، بعد أن كانت خاضعة في السابق لسلطة أبو ظبي، فستجعل من أي إجراءات وقائية قد تتخذها السلطات المحلية في مطار عدن والميناء غير ذي جدوى ما دامت هذه الثغرة موجودة.

أما صنعاء، فتعيش حالة استنفار كامل بعد أن سمحت السعودية لآلاف المغتربين اليمنيين وأمثالهم من اللاجئين الأفارقة بالدخول براً إلى اليمن من دون فحوصات طبية وتقدر الأعداد بقرابة 24 ألفاً وصلوا إلى المنافذ التي حولتها صنعاء إلى محاجر صحية، مع احتمال تضاعف هذه الأرقام خلال المرحلة المقبلة.

بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، يلحظ القصور الكبير في تهيئة تلك المحاجر الصحية بالمتطلبات اللازمة، وخصوصاً مع التكدّس الكبير واستمرار تدفق الآلاف بطريقة غير منتظمة، وفي ظل وضع كهذا، قد تعاني دول متقدمة ومستقرة في التعامل مع هذه الأعداد، فكيف باليمن الذي يعيش في ظل الحرب والحصار!

أدركت السعودية أنها ستتحمل جزءاً من المسؤولية مع انتشار كورونا في اليمن. لذلك، سارعت إلى الإعلان الشكلي عن وقف إطلاق النار لمدة أسبوعين، وهو شكليٌّ لأنه لم يطبق عملياً، فمنذ الإعلان عنه، شنَّت طائراتها مئات الغارات على محافظات اليمن. 

وعلاوة على التهديد الذي يمثله كوفيد-19 على اليمن فإن نحو 80 في المئة من سكان البلاد، أو 24 مليون نسمة يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة، ويحذر مسؤولو الأمم المتحدة من أن ثلاثة أرباع برامج الأمم المتحدة الرئيسية الـ 41 "ستبدأ في الإغلاق في الأسابيع القليلة المقبلة إذا لم نتمكن من تأمين أموال إضافية".

ثمة تفاصيل كثيرة تجعل اليمنيين، يتسائلون: ماذا لو أجتاح الفيروس بلادهم، التي انهارت منظومتها الصحية في السنة الأولى من الحرب، والتي عادت إليها أمراض قديمة لم تعد تظهر في العالم، كالكوليرا وحمى الضنك والتيفوئيد..، وغيرها من الحميات والإسهالات الحادة، التي ما زالت حتى اليوم تصيب وتقتل الكثير من اليمنيين؟!

أمام هذا الواقع، وبالنظر إلى الحرب التي استهدفت مختلف جوانب الحياة، بما فيها القطاع الصحي، فإن اليمن أمام تحدٍ كبير في حال تفشي كورونا، يستدعي تحركاً دولياً لوقف العدوان، ورفع الحصار، وتمكين اليمن من مواجهة الوباء الذي أرهق دولاً كبرى مستقرة، فكيف ببلد يعيش أسوأ أزمة إنسانية في العالم!

أضيف بتاريخ :2020/05/12

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد