تقرير خاص: يوم عالمي لـ #القدس بظروف استثنائية لم تلغ المطالب
رائد الماجد..
يحي العالم تلك الصرخة المدوية التي أطلقت باعتبار الجمعة الأخيرة من شهر رمضان من كل عام، يوماً للقدس العالمي، يوماً تخرج فيه الجماهير العربية للشوارع والساحات والميادين العامة للتعبير عن غضبها والاحتجاج على تتعرض له المدينة من عمليات "اغتصاب" وتطهير عرقي، تطال كل معالم الوجود العربي الفلسطيني فيها.
حيث يمر يوم القدس العالمي هذا العام والقدس المحتلة تعيش أسوأ أيامها بفعل الممارسات الإسرائيلية غير القانونية التي تستهدف المدينة المقدسة سواء أكان من حيث التهويد المستمر للمدينة أو مواصلة بناء المستوطنات وجدار الفصل العنصري لتقسيم المدينة أو ترحيل أهلها الصامدين الصابرين أو مواصلة الحفريات تحت أساسات وبنايات المسجد الأقصى المبارك.
ويتزامن هذا العام يوم القدس العالمي مع قرارات وإجراءات وممارسات اسرائيلية عنصرية جديدة، كلها تصب في خانة خدمة المشروع الصهيوني ، عدا عن العلاقات التي تأصلت بين الكيان الإسرائيلي و دول عربية تنادي من جهة بالقضية الفلسطينية، ومن جهة بالتعاون مع العدو الإسرائيلي.
صحيح أن الكثير من الأنظمة العربية تراجعت عن حماية القضية الفلسطينية، هذا إذا كانت تحميها بالأساس، ولكن لا تزال هذه القضية تمس وجدان الشارع العربي والإسلامي على اختلاف انتماءاته لأن الظلم مهما طال لن ينتصر وستبقى الكلمة الأولى والأخيرة لأبناء هذه الأرض وشعبها الذي سقاها بدمائه.
نحن بحاجة إلى الخروج عن ما هو مألوف بحاجة إلى مواقف عملية تخرج عن كل الأشكال والسياقات القديمة، بدل المبالغ التي تصرف للصراخ والهتاف وغيرها، تبرعوا بتلك المبالغ من اجل شراء منازل وبيوت وعقارات ووقفها، أو تبرعوا من أجل إقامة مشاريع إسكان في القدس تحمي الأرض من خطر المصادرة، تبرعوا من أجل بناء مدارس في القدس تثبت الطلبة في مدينتهم وتحمي ذاكرتهم ووعيهم من خطر التشويه والاحتلال فاحتلال الوعي يعادل احتلال الأرض.
كما يتزامن "يوم القدس العالمي" هذا العام مع سلسلة من الظروف الاستثنائية التي تمرّ بها منطقتنا، ومن هنا تأتي أهمية هذا اليوم ليكون بمثابة صرخة في وجه الظالم، خاصة وأن العالم عايش إعلان "صفقة القرن" التي قامت بوضوح ببنودها بتصفية القضية الفلسطينية من الناحية النظرية إلا أن صمود الفلسطينيين ودعم الشعوب لهم ووقوف محور المقاومة إلى جانبهم سيبقي هذه الصفقة في خيال الإسرائيليين ومن يقف وراءهم.
جميع الظروف الحالية تأتي لمصلحة القضية الفلسطينية وليس العكس، لأن جميع من كان إلى جوار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووافقه على تفتيت المنطقة فشل فشلاً ذريعاً على جميع الأصعدة والأمثلة كثيرة في هذا الإطار، ونذكر منها فشل تفتيت سوريا، وتحويلها إلى كيانات صغيرة، وكذلك العراق، وفشل حصار قطر وفشل إرضاخ إيران للإرادة الأمريكية، وفشل الحرب على اليمن، والقائمة تطول إلا أن صمود الشعوب هو من انتصر، وسينتصر هذا الصمود في فلسطين والأيام بيننا.
ورغم خاصية هذا اليوم بالنسبة للعرب والمسلمين، إلا أن طقوسه طالها فيروس كورونا كباقي جوانب الحياة، فلا مسيرات هذا العام ولا إحياء ، بل قد يتم احياء هذه المناسبة بطرق مختلفة أخرى عبر الانترنت ووسائل التواصل الأخرى.
أضيف بتاريخ :2020/05/22