#تقرير_خاص: #السعودية والإخوان.. نهاية فعلية لشهر العسل أم إزالة عقبة؟
رائد الماجد...
منذ تولي الملك سلمان بن عبد العزيز الحكم وتدور جدالات حول علاقة المملكة بالإخوان المسلمين، فهناك من يرى أن تولى سلمان مثل انقلاب على الإخوان، بينما يرى آخرون أن بعض مظاهر الفكر الاخوانى قد ظلت مؤثرة في البلاد.
ومع مطلع عام 2015 أطلق " سعود الفيصل"، وزير خارجية المملكة العربية السعودية السابق، تصريحا دبلوماسيا مبهماً حيث قال "ليس لنا أي مشكلة مع الإخوان المسلمين، مشكلتنا فقط مع فئة قليلة تنتمي لهذه الجماعة، هذه الفئة هم من في رقبتهم بيعة للمرشد".
جاءت تلك التصريحات تقريبا بعد عام من تصنيف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية من قبل المملكة العربية السعودية، وفى تناقض حاد، خرجت بعض التصريحات من قبل ولى العهد "محمد بن سلمان" تشير إلى انتهاء فترة شهر العسل بين الإخوان والسعودية.
إذ كانت العلاقة بين السعودية وجماعة الإخوان المسلمين بدأت قبل ثمانين عاماً، وتحديداً عام 1936، عندما التقى حسن البنا وعدد مع أتباعه بالملك عبد العزيز.
ومنذ ذلك الوقت، مرّت علاقة السعودية بالإخوان بالكثير من المحطات منها عندما دعم الإخوان الثورة في اليمن عام 1948، في وقت عارضتها السعودية بشدة، فبدأ الملك عبد العزيز يأخذ حذره من حسن البنا الذي توفي بعد ذلك بعام.
وبعد ثورة يوليو 1952، حارب الرئيس المصري جمال عبد الناصر الإخوان المسلمين، واعتقلهم وأعدم قياداتهم، ففر كثيرون منهم إلى السعودية، في عهد الملك سعود، وبنت المملكة علاقات جيدة مع أفراد من الجماعة، وليس مع التنظيم ذاته.
ثم في عام 1971، أقام الإخوان مؤتمراً في مكة في موسم الحجـ وقال مرشد الإخوان عمر التلمساني حينها حديثاً يسيء للسعودية، وللملك عبد العزيز، يزعم فيه أنه كان يخاف من قوة الجماعة، ومن تمسكها بالدين الصحيح.
رغم ذلك، استوطن كثير من الإخوان السعودية، وعمل المرشد العام للجماعة حينها مأمون الهضيبي في قسم الحقوق العامة وقسم الحقوق الخاصة بوزارة الداخلية السعودية.
كما كان للإخوان، أهداف أخرى فسعوا للسيطرة على التعليم والجمعيات الخيرية، والمؤسسات الإسلامية الكبرى ذات الأدوار السياسية، بهدف التغلغل في كل أعصاب المجتمع.
وازدادت حدة الخلاف بين الاخوان والسعودية، عقب المرسوم الملكي، وبعد المقابلة الصريحة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عم 2018 مع المذيعة الأمريكية نورا أودونيل، في برنامج 60 دقيقة، والتي تعهد فيها بالقضاء الكامل على ما تبقى من فكر جماعة الإخوان المسلمين في مدارس السعودية، لتتحرك وزارتا التعليم والشؤون الإسلامية بشكل سريع لتحويل تلك التعهدات إلى أفعال، وقد يرى البعض أن موقف "محمد بن سلمان" من الإخوان يرتبط برؤيته المزعومة في محاربة التطرف وبتلك الخطوات الإصلاحية التي شرع في تنفيذها مؤخراً والتي تضمنت السماح للمرأة بقيادة السيارة، ودخول دور السينما، وحضور الحفلات الغنائية.
لتعود اليوم ما تسمى بـ"هيئة كبار العلماء السعودية" وتصف جماعة "الإخوان المسلمين" لتلقى رد من الأخيرة تقول فيه أنها "جماعة دعوية وليست إرهابية"، لتبدأ مرحلة صد ورد جديدة بين الطرفين.
أضيف بتاريخ :2020/11/12