#تقرير_خاص : دولية واقعة إعدام #النمر تتجدد كل عام
محمد الفرج...
أحداث متسارعة على مختلف الأصعدة يعيشها العالم عموما ودول المنطقة العربية والإسلامية خصوصا متمثلة في دوامة العنف التي لم يعهدها تأريخ المنطقة منذ فترة طويلة.
ولعل لحادثة إعدام السلطات السعودية لرجل الدين نمر باقر النمر جملة النصيب الكبير للتأثير، ففي حين زعمت السلطات السعودية أن إعدامه "تطبيقا للعدالة بعد اتهامات ضده بإثارة النزعات الطائفية في السعودية، والخروج على ولي الأمر"، يرى آخرون أن النمر، معارض سعودي يدعو إلى الإصلاح ولا يستحق الإعدام كونه لم يتورط بأعمال إرهابية
تنفيذ الإعدام استوقف الجميع في مفاجئته، وعكر وأربك الوضع السياسي والدبلوماسي والأمني في المنطقة كثيرا، وبدد تلك الآمال التي عول عليها الجميع في بدء العد تنازلي في التهدئة السياسية والأمنية والاجتماعية.
أصداء وتبعات هذا الحدث تجاوزت في أثارها وقع إعدام مواطن يحمل الجنسية لبلد معين وهي السعودية بتهم دعم وتحريض الناس على العنف ومحاولة قلب نظام الحكم والخروج على الحاكم الشرعي في هذا البلد، كما سوق له النظام السعودي والإعلام المرتبط به في المنطقة والعالم وحسب.
وإنما جاءت الأصداء تعكس إن الرجل يتجاوز وضعه ومكانته وضع المواطن العادي وذلك لما يمثله من رمزية دينية وروحية لعدد كبير من الناس تتجاوز الملايين من المسلمين في بلدان مختلفة من العالم، فهو تنطبق عليه مبادئ القانون الدولي ومبدأ العلاقات الدولية، التي تعد أشخاص بهذا المستوى من الشخصيات الحيوية والأساسية في التأثير في العلاقات والتعامل الدولي.
أيضا ما يدل على دولية وعالمية رجل الدين الشيخ النمر هو ردود الأفعال الكبيرة على إعدامه في أكثر من مكان في العالم، ولم تكن ردود الأفعال بتلك الشعبية فقط، بل شملت أفاق وتبعات متعددة.
فرغم السلبيات التي يعاني منها النظام السعودي جاء بخطوة أخرى ذات انعكاسات داخلية وخارجية إلا وهي إعدام الشيخ نمر باقر النمر ، إعدام الشيخ النمر معلوم العواقب إلا إن النظام أراد من خلال هذه الخطوة ومرة أخرى كسب الأصداء في الداخل والخارج ، وأيضا تأكيد قدرته على التحكم والتلاعب في بوصلة الأزمات الساخنة في المنطقة.
مرة أخرى التحليلات والقراءات للخطوة السعودية بإعدام رجل الدين باقر النمر ترى إن هناك مسعى سعودي تحت غطاء الوتر الطائفي لخلق تخندق عدد من الحلفاء الإقليميين إلى جانبها في المنطقة لكي تستطيع مجاراة اللاعبين الأبرز في المنطقة مثل إيران وتركيا.
ومرة أخرى هذا العام ستنطلق شعارات إحياء ذكرى استشهاد النمر بما تحمله من مطالب لتغيير وإصلاح النظام السعودي والوقوف بوجه الاستبداد الذي يمارسه بحق الأقليات الطائفية والمعارضين.
أضيف بتاريخ :2020/12/17