#تقرير_خاص : في ذكرى اغتيال رجل المهمات الصعبة.. #سليماني
محمد الفرج..
يخيم التوتر على العالم وخاصة على دول كان لها يد في اغتيال رجل المهمات الصعبة، خاصة بعد أن ارتفعت الأصوات المذكرة بالرد والانتقام مع الذكرى الأولى لاغتيال الشهيد الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس.
إذ ذكرت إيران مراراً في الآونة الأخيرة بالرد على اغتيال سليماني، وقال قائد فيلق القدس إسماعيل قآني، في تصريح له يوم الجمعة، إن “إيران لا تزال مستعدة للرد”، وأضاف “لعله يبرز أفراد يردون على جريمتكم من داخل بيوتكم”.
كان سليماني قائداً بلا أوامر، واثقاً بنفسه وبفريقه، يتحلى بالشجاعة والنشاط الدائمين، تعددت صلاحياته بين دعمٍ عسكري للمقاتلين الوطنيين في العراق وسورية ولبنان واليمن وغيرهم، أما قبلته التي لا تتبدّل فهي فلسطين، كما كان ديبلوماسياً من طراز رفيع، يمثل بلاده في مفاوضات معقدة، قد لا يكون آخرها إقناع روسيا بأهمية مشاركتها العسكرية في سورية.
رجل المهمات الصعبة:
بدأ سليماني مسيرة مقاومةٍ مبكرة عام 1980 وهو ابن الثانية والعشرون عاماً وشارك في الحرب "العراقية - الإيرانية"، توّجت مسيرته العسكرية إدارياً سنة 1998 عندما تسلّم قيادة فيلق حرس الثورة، ينظر خصوم سليماني (أمريكا وإسرائيل) إلى شخصيته المحورية على أنها تجسّد امتداد إيران في الشرق الأوسط، فكان الشخصية الأولى التي تشكل خطراً استراتيجياً على وجود "إسرائيل" وعلى مصالح الولايات المتحدة الأمريكية ووجودها في كل من العراق وسورية واليمن وغيرها.. عزز سليماني سمعة إيران وقوتها ودورها الإقليمي، كما عمل على فرض الأمن الشامل في الدول الإقليمية، فصنع توازناً إقليمياً من خلال دعم حركات المقاومة والتحرر كحزب الله في لبنان وحماس والجهاد الإسلامي في فلسطين والحشد الشعبي في العراق والدفاع المحلي في سورية.
منذ عام 2000 أسس الفريق سليماني نهجاً مختلفاً وجديداً في تكتيك القتال والعمليات العسكرية، ومنهجيةً متطوّرة في مواجه إسرائيل وأمريكا وتنظيم "داعش" وكذلك في دعم فصائل المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق واليمن، فارضاً الرّدع وتوازن الرّعب في كل معركةٍ يخوضها.
رجل المهمات الصعبة الذي نسّق لهزيمة العدو الصهيوني في الـ2000 و2006، هزم "داعش" التنظيم الأكثر دموية خلال السنوات الأخيرة في العراق وسورية، وساعد الشعب والدولة السورية والعراقية على الصمود في وجه أعتى دول العالم وأكثرها صلفاً.
صنّفته الولايات المتحدة الأمريكية بأنه الرجل الأخطر في الشرق الأوسط، واتهمته بالإرهابي ومنعت أي مواطن أمريكي من التعامل الاقتصادي معه، خلط أوراق أمريكا وإسرائيل في الشرق الأوسط وغيّر المعادلات العسكرية وقلب الموازين السياسية، ولذلك قامت أمريكا بمساعدة بعض الدول العربية باغتياله في الثالث من كانون الثاني 2020 قرب حرم مطار بغداد.
أضيف بتاريخ :2021/01/03