#تقرير_خاص : تقارب سعودي يوناني "نكاية بتركيا".. ماذا يخفي هذا التقارب؟
رائد الماجد..
أثارت التقارير الإعلامية اليونانية عن عزم الرياض إرسال طائرات "F 15" إلى قاعدة "سودا" العسكرية في جزيرة كريت اليونانية قلقا في تركيا تعكسه ردود فعل وسائل الإعلام المحلية.
حيث قالت صحيفة "زمان" التركية إن تقارير يونانية إعلامية زعمت أن المملكة العربية السعودية سترسل عددا من مقاتلات F 15 إلى قاعدة "سودا" بجزيرة كريت، تنفيذا لتعليمات ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، بعد أن تفاقمت مخاوف اليونان من تركيا مع تزايد التوترات بين البلدين في بحر إيجة وشرق البحر المتوسط، حيث قررت اليونان ضم المملكة العربية السعودية إلى حلفها، وذلك بعدما نجحت في إشراك كل من الإمارات العربية ومصر وفرنسا والولايات المتحدة وإسرائيل". وذكرت "زمان" بأن المملكة السعودية تملك أكبر أسطول من طائرات "F 15" في العالم، بعد الولايات المتحدة الأمريكية واليابان.
يخفي التقارب المتسارع بين السعودية واليونان الأسباب الحقيقية للغرام السياسي بين بلدين لم يتمتعا عبر تاريخهما الحديث بالكثير من المصالح المشتركة.
وعلى الرغم من عدم وجود مناطق تماس جغرافية بين البلدين، يتسارع التقارب بينهما خلال الشهور الماضية وهو تقارب محمل بالكثير من الرسائل السياسية.
وتبدو خلف الكواليس أسباب عدة وراء هذا التقارب، الذي قد ينضج مستقبلا ليتحول إلى تحالف وثيق بين البلدين، ربما يشمل الكثير من المجالات.
يبدو تركيا حاضرة بقوة في خلفية هذا التحول في العلاقات السعودية اليونانية التي انتقلت فجأة من مرحلة السبات العميق لتكتسب زخما غير مسبوق.
وتحاول الرياض نسج علاقات قوية، مع خصوم تركيا في المنطقة، مثل اليونان وقبرص، ردا على الموقف التركي المتشدد ضد السعودية منذ جريمة مقتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" بقنصلية المملكة بإسطنبول، أكتوبر/تشرين الأول 2018، ومطالبات أنقرة للرياض بتسليم المتورطين لمحاكمتهم على أراضيها.
ولا ينفصل التحرك السعودي، عن السعي المصري الدؤوب منذ سنوات لصناعة تحالف ثلاثي مع اليونان وقبرص في منطقة شرق المتوسط؛ لمواجهة تمدد النفوذ التركي، وحصار طموحات الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان".
ويعد مشروع خط أنابيب "إيست ميد"، سببا آخر لحالة الغرام بين السعودية واليونان، حيث تعوم منطقة شرق المتوسط على بحيرة من الغاز يقدر مخزونها بنحو 122 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، و1.7 مليارات برميل من احتياطيات النفط.
ويهدف المشروع العملاق إلى نقل الغاز الطبيعي إلى القارة الأوروبية بداية من عام 2025، بتكلفة نحو 7 مليارات دولار، وسط محاولات يونانية لاستمالة السعودية كطرف داعم للمشروع.
ويرتبط الغرام السعودي اليوناني، بدور ومستقبل "منتدى غاز شرق المتوسط" الذي يضم "مصر، اليونان، قبرص، الأردن، فلسطين، الكيان الإسرائيلي، إيطاليا"، ويستنثي تركيا من عضويته.
وفي الخلاصة يمكن إرجاع هذا التقارب السعودي اليوناني يمكن تلخيصه بعبارة "من أجل الوقوف في وجه المخططات التركية وأطماعها التوسعية في شرق المتوسط وليبيا" بحسب الوثيقة التي نشرها المغرد الشهير "مجتهد"، قبل 3 سنوات، صادرة عن جهاز الاستخبارات السعودي.
أضيف بتاريخ :2021/01/09