#تقرير_خاص : على درب الهجرة الخليجي.. الاثيوبيون عرضة لانتهاكات #السعودية
محمد الفرج...
يواجه الإثيوبيون الذين يخوضون الرحلة الخطرة بالقوارب عبر البحر الأحمر وخليج عدن، خطر الاستغلال والتعذيب على يد شبكة من مجموعات الإتجار بالبشر أولاً، والمعتقلات السعودية ثانياً.
حيث يواجهون ظروف احتجاز مسيئة في السعودية، قبل ترحيلهم قسرا دون اتباع الإجراءات الواجبة إلى أديس أبابا، إذ لم تتخذ السلطات في أي من إثيوبيا أو السعودية تدابير تُذكر للحد من العنف الذي يواجهه المهاجرون، أو فرض إجراءات لطلب اللجوء، أو التحقق من الانتهاكات التي ترتكبها قوات الأمن التابعة لها.
البطالة والمصاعب الاقتصادية الأخرى والجفاف وانتهاكات حقوق الإنسان، دفعت بمئات آلاف الإثيوبيين إلى الهجرة على مدار العقد الماضي، فسافروا بالقوارب عبر البحر الأحمر ثم برا عبر اليمن، إلى السعودية والتي هي وجهات مفضلة نظراً إلى توفر فرص العمل فيها.
واعتقد الكثير من الإثيوبيين أنهم سينعمون في حياة أفضل في السعودية دون أن يدروا أن سيواجهون مخاطر هائلة في الرحلة إليها، منها الموت في البحر، والتعذيب.
مؤخراً، كشفت صحيفة "التليجراف" البريطانية، أن السعودية بدأت في إعادة المهاجرين الإثيوبيين الذين تم احتجازهم في سجونها منذ عام، إلى بلادهم مرة أخرى، وذلك بعد أن تعرضوا في سجون المملكة للكثير من عمليات التعذيب والضرب المبرح، فيما نُقلت قبل يومين المجموعة الأولى المكوَّنة مما يقارب 300 معتقل جواً إلى أديس أبابا.
بعد أسرهم، وصف الأثيوبيون المعتقلون الظروف التعسفية التي واجهوها في مراكز الاحتجاز والسجون الحكومية السعودية، بما في ذلك الاكتظاظ وعدم كفاية الطعام والماء والرعاية الطبي، كما أكدوا تعرضهم للضرب على أيدي الحراس السعوديين.
ويقول لسان حال أحد المعتقلين: " "كأن صلواتنا أُجيبت، لم أخرج في الهواء الطلق منذ 8 أشهر، كنت أخشى أنني سأترك هذا المكان فقط داخل كفني".
ووصف آخرون لوسائل إعلام عدة، ظروف سيئة مشابهة في سجن جازان المركزي، حيث اتهمته السلطات السعودية بالإتجار البشر واعتقلته وحاكمته فيقول: "سجن جازان صعب للغاية، قد تنام بجانب شخص مصاب بالسل، وإذا طلبت من مسؤول نقلك لن يهتم بل إنه سيضربك، لا يمكنك تغيير ملابسك ولديك طقم واحد إلا أن الحراس قد يحضرون بعض الملابس بشكل غير قانوني ويبيعونها لك خلسة في الليل أحيانا".
ورغم ما تنادي به وما توثقه المنظمات الإنسانية في هذا الإطار، لم تنردع السعودية عن أسلوبها القمعي ولم تتحل يوماً بالإنسانية، فسلطات المملكة تعامل بطريقة مشابهة المعارضين السعوديين عندما تعتقلهم، فماذا عن مهاجر أجنبي وصل أراضيها؟
أضيف بتاريخ :2021/01/28