#تقرير_خاص : ماذا بعد سيطرة طالبان على #أفغانستان ؟
رائد الماجد...
سيطرت حركة "طالبان" على كابل وهرب الرئيس الأفغاني "أشرف غني" إلى أوزباكستان، في حين يخوض الرئيس السابق "حامد كرزاي"، ورئيس السلطة التنفيذية السابق "عبدالله عبدالله" ورئيس الوزراء السابق "قلب الدين حكمتيار" محادثات مع "طالبان" لتسهيل الانتقال.
وبحسب التقارير، طلب قادة "طالبان" من قواتهم اتخاذ مواقع أمنية داخل كابل، ولكن دون دخول منازل الناس أو الانخراط في هجمات انتقامية، وعرضوا عفوا عن أولئك الذين عملوا مع الحكومة الأفغانية أو حتى مع القوات الأجنبية.
فيما ظهرت تقارير عن عمليات نهب، كما تسبب إطلاق النار بالقرب من المطار في إيقاف الرحلات التجارية، وأغلقت العديد من السفارات الغربية أو أجلت موظفيها، بينما دعت الولايات المتحدة أي مواطنين متبقين في كابل إلى البقاء في مكانهم بالنظر إلى وضع المطار.
ومع ذلك، تسعى "طالبان" إلى تشكيل سردية حول وصولها إلى السلطة باعتبارها حق مشروع، وهي رسالة مهمة إلى الداخل الأفغاني والخارج، وتشير سرعة تقدم "طالبان" إلى أن السبب هو انهيار الحكومة أكثر من كونه تمرداً سياسياً فعالًا.
وفي كثير من الحالات، اختفى المسؤولون المحليون والقوات المحلية ببساطة أو سلموا السلطة مباشرة إلى طالبان، وهو نمط تكرر إلى حد كبير في الخطوة النهائية بالاستيلاء على كابل.
تكوين معارضة خارجية
في الوقت الذي تتطلع فيه "طالبان" لإضفاء الطابع الرسمي على سيطرتها على أفغانستان وتسعى إلى شرعية محلية ودولية، فإن الوضع يطرح العديد من الأسئلة خلال الأيام والأسابيع القليلة المقبلة، فيما ستشكل إجاباتها المرحلة التالية من الوضع الأفغاني.
فهل يخطط "غني" لتأسيس نوع من القوة السياسية أو العسكرية المناهضة لطالبان في أوزباكستان، وهل سيتمكن من الحصول على أي دعم دولي؟
ورغم تعرض "غني" لانتقادات العديد من المسؤولين الذين ظلوا في كابل، لكنه رفض التنحي من الرئاسة وقد يكون لديه تطمينات من عدة دول غربية بأنهم لن يعترفوا بحكم "طالبان" مما يجعل منه نواة لحكومة أفغانية في المنفى، لكن تراجع شعبيته في أفغانستان قد يضعف من قدرته على ذلك.
وبقي أن نعرف أيضا ما إن كانت الحكومة الأوزبكية ستسمح بإنشاء قوة معارضة داخل حدودها، كما أن تشكيل تحالف شمالي مناهض لطالبان سيحتاج إلى ضم ميليشيات أوزبكية وطاجيكية.
احتمالات الحرب الأهلية
بعد انهيار قوات الأمن الأفغانية، فإن هناك أسئلة مثل: أين ستذهب هذه القوات وأين أسلحتهم؟ هل سيفرون من أفغانستان أم سيغيرون انحيازهم أم يعودون فقط إلى انتماءاتهم العرقية والقبلية، فيما قد يمثل نواة للعديد من الميليشيات المحلية؟
يشار إلى أن سيطرة "طالبان" على معظم أفغانستان كانت نتيجة انهيار قوات الأمن الأفغانية، وليس بالضرورة هزيمتهم، وما تزال أفغانستان مجتمعا عرقيا وقبليا معقدا له مصالح محلية، وتتطلب السيطرة عليه على المدى الطويل نفوذا كبيرة وقدرة عالية على استخدام القوة.
وإذا احتفظ جنود الشرطة بأسلحتهم ونقلوا ولاءاتهم من الدولة إلى قبائلهم وميليشياتهم، فإن هذا يمثل تحديًا لـ"طالبان" مما ينذر بحدوث حرب أهلية، كما قد تمثل هذه الميليشيات المحلية أداة يمكن استغلالها من قوى خارجية لتقويض استقرار "طالبان".
وهل ستسعى "طالبان" في محاولاتها لكسب الشرعية المحلية والدولية، إلى الحفاظ على جوانب البيروقراطية الحالية أو تقديم تنازلات سياسية للقادة المحليين الأقوياء لتجنب حرب أهلية مطولة؟
كما تختلف المهارات المطلوبة للتمرد عن تلك المطلوبة للحكم، وقد تجد "طالبان" نفسها تكافح للحفاظ على تماسكها الداخلي وإدارة المشهد المعقد لأفغانستان، وإذا أرادت "طالبان" الاعتراف الدولي والانخراط في تجارة محدودة على الأقل مع جيرانها، فسوف تحتاج إلى بيروقراطية وظيفية.
أضيف بتاريخ :2021/08/17