#تقرير_خاص : استثمار في السوق السورية والمزيد من الزيارات العربية.. ماذا بعد زيارة ابن زايد إلى دمشق؟
رائد الماجد...
في سياق الحديث عمّا بعد زيارة وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، نقلت صحيفة "الأخبار" اللبنانية عن مصادرها أن الإماراتيين يبحثون عن الاستثمار في السوق السورية في قطّاعات البنى التحتية والتطوير العقاري والنقل، مشيرة إلى أن شركة "موانئ دبي العالمية" عرضت قبل نحو عام من الآن رسمياً رغبتها في استثمار ميناء اللاذقية.
وأضافت الصحيفة أن "المصادر تفيد برغبة طيران الإمارات في العودة إلى المطارات السورية، فيما يُعدّ الاستثمار النفطي في آخر قائمة الأعمال الممكن التشارك فيها بين البلدين، بالنظر إلى أن الإمارات تسعى إلى تنويع اقتصادها، والتخلّص من الاتّكال الكلّي على النفط".
وعلى الصعيد السياسي، نقلت "الأخبار" عن مصادر في دمشق أن "الزيارة ستكون خطوة أولى في اتّجاه زيارات عربية قادمة، قد تكون المصرية من أهمّها، فيما لن تتأخّر بقيّة المجموعة العربية في الإعلان عن نوايا التقارب مع دمشق، لكن سيبقى الموقف السعودي متشنّجاً نسبياً حتى إشعار أميركي آخر، فيما يرتبط موقف قطر جذرياً بموقف حليفتها تركيا".
بالعموم، لاقت زيارة وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد إلى دمشق، صدىً واسعاً في الأوساط السياسية العربية والأجنبية، حيث اعتبرها البعض أنها من أقوى الإشارات التي تؤكّد أن سوريا عادت حقيقة إلى محيطها العربي.
وعلّق المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات أنور قرقاش على هذه الزيارة بقوله عبر حسابه على "تويتر": "إن هدف الإمارات هو مواصلة بناء الجسور وتعزيز العلاقات ووصل ما قُطع، وهذا يتمثّل في الحرص على البعد العربي وتجنيب المنطقة المزيد من الاحتقان والصراعات المستمرّة".
ونشرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" مقالاً حول هذه الزيارة قالت فيه: "التقى وزير خارجية الإمارات العربية المتحدة بالرئيس السوري على نطاق واسع في دمشق يوم الثلاثاء، مما أرسل أقوى إشارة حتى الآن بأن العالم العربي مستعد لإعادة التعامل مع الرئيس السوري القوي بشار الأسد"، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن الإمارات تهدف أيضاً من خلال تقرّبها من دمشق، التأثير على الوجود الإيراني في سوريا، فيما علّق مدير مجلس التفاهم العربي البريطاني كريس دويل، على هذا الهدف بقوله: "سيكون من المستحيل تقريباً تغيير موقف إيران في سوريا على المدى القصير".
فيما أشارت "فورين بوليسي" إلى أن الإمارات تهدف أيضاً إلى جر سوريا إلى حلف يجمع بينها وبين "إسرائيل" قائلة: "إن محاولة الإمارات الحالية لتحويل سوريا إلى حليف لإسرائيل تظل مهمة عبثية".
كما نشرت صحيفة "واشنطن بوست" حول هذه الزيارة:
"يُنظر إلى الزيارة على نطاق واسع على أنها علامة على جهود إقليمية لإنهاء العزلة الدبلوماسية لسوريا في الوقت الذي تكافح فيه البلاد أزمة اقتصادية متصاعدة ناجمة عن سنوات من الصراع وتفاقمت بسبب العقوبات الغربية".
وفي الوقت الذي تُعتبر فيه هذه الزيارة تجاوزاً لقانون "قيصر" الأمريكي نشرت صحيفة "الأخبار" اللبنانية: " قد تحمل الزيارة في كواليسها مجموعة من الرسائل، ربّما يكون أهمّها من الولايات المتحدة التي قال رئيسها جو بايدن إنه لن يُعاقب المطبّعين مع دمشق وفقاً لقانون قيصر، ما يعني أن ابن زايد جاء حاملاً معه، على الأرجح، استثناء بلاده من العقوبات المفروضة على سوريا، وتحديداً قانون قيصر الذي فرضته إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، على دمشق".
بحسب رأي العديد من المحللين فإن لهذه الزيارة أهمية ديبلوماسية وسياسية استثنائية، كونها جاءت بعد 10 سنوات من شبه مقاطعة إماراتية للدولة السورية، لكن يشيرون في الوقت ذاته إلى أنه ثمّة أحداث عديدة مهّدت لزيارة وعلاقات بهذا الحجم بين سوريا والإمارات، لافتين إلى ضرورة عدم تجاهل الأسباب العديدة الكامنة وراء تقرّب الإمارات وغيرها من الدول العربية من سوريا وتغيّر سياستهم إزاءها.
أضيف بتاريخ :2021/11/11