#تقرير_خاص : لماذا تخاف #السعودية من "جماعة التبليغ"؟
محمد الفرج..
بعد تصنيف السعودية، منذ أكثر من 3 أعوام ونصف العام، جماعة الإخوان المسلمين على أنها "إرهابية"، وشنها هجوماً على قياداتها واعتقال من ينتمي إليها، عادت الرياض مجدداً ولكن هذه المرة بهجوم استهدف "جماعة التبليغ والدعوة"، ووصفها بـ"الخطرة"، رغم عدم وجودها على الساحة السياسية.
وجه وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في السعودية "عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ" خطباء الجوامع والمساجد في المملكة بالتحذير من واحدة من أكبر الحركات الإسلامية بالعالم على أنها حركة ضالة ومنحرفة وخطيرة وبوابة للتشدد.
جاء هجوم "آل الشيخ" ضد جماعة "التبليغ والدعوة"، وهي حركة دعوية "سنية" متشددة منشأها جنوب شرقي آسيا، وعابرة للحدود، ومحظورة منذ فترة طويلة بالمملكة، ردا على احتفال أعضاء الجماعة بانتصار حركة "طالبان" في أفغانستان، وتوجيه انتقاد علني للإصلاحات الاجتماعية في المملكة، التي يقودها ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان".
وطلب حساب وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة على "تويتر" من الخطباء "إبراز أخطاء الجماعة وخطورتها على المجتمع"، والتأكيد على أن السعودية تحظر أي "انتماء" لها.
يعود تأسيس جماعة "الدعوة والتبليغ" إلى عام 1926 بالهند على يد الشيخ "محمد إلياس الكاندهلوي" المتوفى عام 1944، قبل أن تنتشر لاحقا في أغلب مناطق العالم الإسلامي.
ويتولى إمارة هذه الجماعة "نظر عبد الرحمن"، في مقرها الرئيسي بالهند، والذي اختير عقب وفاة أميرها الحاج عبد الوهاب في نوفمبر من العام الماضي.
وتصر تلك الجماعة على أنها دينية وروحية، وليست جماعة سياسية، ولا علاقة لها بالسياسة أو التشدد، ورغم أن ذلك دقيقا إلى حد كبير، لكن الجماعة فشلت في تفسير سبب انضمام عدد لا بأس به من شبابها على مدى عقود إلى الجماعات الإسلامية والجهادية أو ربطهم من قبل وكالات الاستخبارات بأعمال العنف.
والجماعة معروفة بتجمعاتها التي تنظم "لنشر الجوانب الروحانية"، حيث كل مجموعة في كل بلد تعقد تجمعا واحدا على الأقل أسبوعيا، كما تعقد تجمعات أوسع تعرف باسم الاجتماعات بشكل منتظم على المستوى الإقليمي والدولي.
ومنذ أكثر من 20 عاماً تواجه الجماعة، أو ما يطلق عليها في أوساط السعوديين بـ"الأحباب" معارضة معلنة من قبل الكثير من الأوساط الدعوية في المملكة، وحتى المؤسسة الدينية الرسمية، لدرجة وصلت إلى "تبديع" هذه الجماعة، والطرق التي تتبعها في الدعوة.
لماذا تخاف السعودية من جماعة التبليغ؟
الحكومة السعودية خائفة للغاية من أن الناس في المملكة المنتمين إلى حركة طالبان (جماعة التبليغ) قد ينتفضون ضد الحكومة.. ويبدو أنها شبه متأكدة من أن الثورة ستحدث بالتأكيد، ولا سيما في السعودية.
ولذلك حذر منها المفتي العام للسعودية، عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، في بيان نشرته الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء قال فيه إن جماعة التبليغ والدعوة "هم أناس سلكوا مسلك التصوف في كثير من أحوالهم، ويهتمون بالأذكار، هذه الجماعة "توشك أن تكون مرجعيتها وثنية، مؤكدا حرمة المشاركة معهم حتى يلتزموا بـ"الكتاب والسنة"، حسب تعبيره.
وشنت السعودية منذ وصول محمد بن سلمان إلى ولاية العهد حملة اعتقالات واسعة طالت عدداً من الوجوه الإسلامية المعروفة أمثال سلمان العودة وعوض القرني وإبراهيم السكران، في محاولة لطرح سمة جديدة على المملكة التي لا تسطيع خلع عبائتها القديمة أساساً التي تتسم بكثرة الاعتقالات.
أضيف بتاريخ :2021/12/11