#تقرير_خاص : ما سبب تخوّف "إسرائيل" من الهجمات على أبو ظبي أكثر من الأخيرة نفسها؟
رائد الماجد...
قال مسؤول إسرائيلي إن الإماراتيين يعيشون صدمة عميقة بعد هجمات "أنصار الله"، مشيراً إلى أن الإماراتيين تمكنوا من اعتراض 3 من الطائرات المسيرة الـ5 والتي كان من المفترض أن تضرب إحداها متحف اللوفر في أبوظبي والأخرى هدفًا استراتيجيًا آخر.
في غضون ذلك، تشعر "إسرائيل" بالدهشة من عدم مبالاة العالم بالضربة غير المسبوقة، حيث قال وزير إسرائيلي كبير لموقع "مونيتور" شريطة عدم الكشف عن هويته: "يعرف الجميع من يقف وراء هذا الهجوم، ويعرف الجميع أن الحوثيين لا يمكن أن ينفذوا مثل هذا الهجوم من تلقاء أنفسهم، ويعرف الجميع أن الأسلحة المستخدمة كانت إيرانية، ومع ذلك فإن مفاوضات فيينا مستمرة كالمعتاد، والجميع يتصرف كالمعتاد"،
وفضلا عن الإمارات والسعودية، يبدو أن "إسرائيل" هي الجهة الأكثر قلقًا من الهجوم ، حيث عقد كبار المسؤولين العسكريين والدفاعيين مشاورات طويلة حول الضربة، وحللوا الجوانب العملياتية والتداعيات، وتحدث رئيس الوزراء "نفتالي بينيت" مع ولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد" وأرسل له رسالة رسمية تعرض المساعدة الإسرائيلية.
وليس الهجوم نفسه هو ما يقلق "إسرائيل" بشدة، بالنظر إلى أن "إسرائيل" مجهزة بشكل جيد لاعتراض تلك الصواريخ والطائرات المسيرة، وقد فعلت ذلك في الماضي، ولكن ما يخيف "إسرائيل "هي اللامبالاة الواضحة التي يبديها العالم، والتي يصفها كبار المسؤولين بأنها استهتار.
فيما قالت مصادر دبلوماسية غربية إن الإماراتيين ذهلوا من هذه الضربة وعزموا على الانتقام بالوسائل الهجومية المتطورة التي يمتلكونها، لكن ما يعيقهم هو عدم كفاية دفاعاتهم لمواجهة الصواريخ الدقيقة والطائرات المسيرة.
هل تزود "إسرائيل" الإمارات بنظام القبة الحديدية؟
السؤال هو ما إذا كان يمكن فعل ذلك بسرعة، لأن هذه العملية معقدة وتنطوي على وقت للإنتاج وكذلك الحصول على إذن أمريكي، ولا يمكن أن يحدث ذلك بين عشية وضحاها، لا توجد وسيلة لجعل الإمارات محصنة ضد هذه الأنواع من الهجمات في غضون فترة زمنية قصيرة، إنها عملية تستغرق وقتًا.
وعندما سمعت إسرائيل أن "بن زايد" يخطط لإرسال مستشاره للأمن القومي لإيران عشية زيارة "بينيت" في منتصف ديسمبر/كانون الأول إلى أبوظبي، قررت عدم اعتراض القرار أو حتى التعليق عليه، وقال مسؤول أمني إسرائيلي كبير لموقع "مونيتور" شريطة عدم الكشف عن هويته: "نحن ندرك موقفهم، إنهم مكشوفون تماما؛ فهم جيران إيران، إنهم يفهمون أن الولايات المتحدة تتراجع وأن الوضع يصبح معقدًا، ويريدون اللعب على كلا الجانبين، لم يكن لدينا مشكلة في ذلك، كان بإمكاننا إلغاء زيارة بينيت أو الاعتراض، لكن بينيت قرر تفهم القيود التي عليهم، وقدّر الإماراتيون ذلك بشدة".
واستدرك قائلا: "لكن الهجوم الأخير يدل على أن هذا النهج لن ينجح، فلاا أحد يستطيع الاصطفاف مع الجميع في الشرق الأوسط، إما أن تكون في صف إيران أو ضدها، والجميع يتعلمون هذا الآن ولكن بشكل مكلف وطرق صعبة".
تراقب إسرائيل عن كثب التطورات في الخليج وتستثمر جهودًا استخباراتية كبيرة هناك، وحتى وقت قريب، كان الإماراتيون أقل اهتماماً بالحصول على مقاتلات إف-35 وأكثر اهتماما بإقامة علاقات تجارية جيدة مع الجميع، بما في ذلك إيران، ولدى الإمارات وإيران الكثير من المصالح التجارية، لكنهم يدركون الآن أن الأمن القومي يأتي قبل العلاقات التجارية.
لكن، ما الذي دفع إيران إلى أن تصدر أمراً بالهجوم على أبوظبي؛ وقد سبق وحذر "أنصار الله" من زيادة حدة الغارات والهجمات على اليمن ولم تصغ الإمارات ولم يردعها أحد وواصلت غاراتها.
أضيف بتاريخ :2022/01/23