#تقرير_خاص : دوافع اعتزال #الحريري.. هل يأس من #السعودية أم يعيد تكرار مسرحية #الرياض؟
رائد الماجد...
بإعلانه اعتزال العمل السياسي، يوحي رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري أنه وصل إلى نقطة يأس بفعل الضغوط السعودية الهائلة التي ألقيت على كاهله.
ويوحي هذا الاعتزال أيضاً بأن هذه الضغوط لم تتزحزح برغم حرصه في الفترة الأخيرة على إبداء التضامن مع السعودية في كل مناسبة وعند كل عمل عسكري يمني يطال السعودية وعقب كل تصريح سياسي لبناني يتضمن انتقادًا للقيادة السعودية، ورغم كل جهوده لاستدراك وترميم هذه العلاقة واجهها الصدّ.
أسباب هذا الاعتزال تحدث عنها عدد من المطلعين على هذا الشأن، حيث نشر الكاتب اللبناني علي عبادي علي موقع العهد الاخباري يقول: هناك سببان لاستبعاد الحريري من دائرة الحظوة المَلكية السعودية بعد طول احتضان: الأول سعودي - داخلي، وهو الأساس، والثاني سياسي - لبناني يتعلق بموقف الحريري من حزب الله، حيث طلب ولي العهد السعودي منه مواجهة الحزب، وهو ما اعتبر رئيس الحكومة السابق أنه يعني حرباً أهلية.
ولعب رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع دوراً في تهشيم مكانة الحريري لدى ولي العهد السعودي، وأخذ يحل محله باعتباره النموذج المفضل في التعامل مع حزب الله، وصار السفير السعودي يلازم معراب (مقر جعجع) بالسر والعلن، مُوصدًا بابه أمام الحريري.
ويرى مستشارون في العلاقات الدولية أن غياب سعد الحريري عن الساحة السياسية سيترك ارباكاً كبيراً وسيطرح مجموعة من الاسئلة من الذي سيملأ هذا الفراغ. وعدّوا خطوة سعد الحريري بالانسحاب من المشاركة في الانتخابات وتعليق العمل السياسي، بانها كانت متوقعة منذ عدة أشهر، معتبرين أن قرار الحريري هذا إنما هو جاء تكراراً لمسرحية فاشلة التي سبق أن أدّاها في الرياض عندما استقال وقال ان قرار استقالته كان طوعياً، فيما كل الوقائع اثبتت ان الاستقالة كانت بإرادة سعودية.
من جانبه، وصف محللون، خطوة الحريري بأنها ليست هزيمة سياسية فقط، وانما هي هزيمة أخلاقية، ولفتوا إلى أن الحريري أدار ظهره لطائفة مؤسسية بلبنان ورحل، وبالتالي تعتبر هزيمة أخلاقية قبل أن تكون هزيمة سياسية.
في النهاية لا يمكن فصل اعتزال الحريري العمل السياسي، عن السعودية بالنظر للتاريخ العريق لعلاقته الوثيقة معها، فسواء في السر أو العلن، سيكون للسعودة استفاد من هذا الاعتزال إما لاستغلاله للضغط على لبنان، أو لتجهيز "حريري جديد".
أضيف بتاريخ :2022/01/26