#تقرير_خاص : بفعل الهجمات على أبو ظبي.. #قطر تتقدم على #الإمارات كوجهة آمنة
محمد الفرج...
يبدو أن هجمات “أنصار الله” الأخيرة على أبوظبي أدت بشكل أو بآخر إلى تعزيز سمعة قطر كوجهة آمنة للأعمال التجارية في الشرق الأوسط، ما قد يجبر الإمارات على تقديم المزيد من المزايا وسياسات التحرير الاجتماعي لتبقى تنافسية.
ولم تواجه الإمارات ولا قطر تهديدات أمنية كبيرة في أراضيهما منذ الحصول على الاستقلال عام 1971، لكن هجمات “أنصار الله” الأخيرة على أبوظبي لطخت صورة الإمارات كواحدة من أكثر الأماكن أمانًا للأعمال التجارية في المنطقة.
وحاليا، توجد كل من قطر والإمارات على قائمة الحكومة الأمريكية للوجهات التي لا ينصح بالسفر لها بسبب المخاطر الصحية المتعلقة بجائحة "كوفيد-19"، ولكن في أعقاب هجوم أبوظبي أضافت واشنطن أيضًا تهديد الطائرات المسيرة والهجمات الصاروخية في النصيحة المتعلقة بالسفر إلى الإمارات.
وفي الأسابيع المقبلة، من المحتمل أن تقوم الدول الأخرى بتحديث نصائح سفرها أيضًا للإمارات، ما سيؤثر على تقييمات المخاطر للشركات والمسافرين الذين كانوا يريدون زيارة البلاد.
تتشابه استراتيجيات قطر والإمارات فيما يتعلق بالتنمية الاقتصادية، حيث يركز البلدان على النهوض بالسياحة والاستثمار وتوظيف العاملين الأجانب والترفيه من أجل تنويع اقتصاداتهم التي تعتمد على الوقود الأحفوري قبل الانتقال العالمي إلى الطاقة النظيفة.
وقبل هذه الهجمات كان ينظر إلى الإمارات على أنها أكثر الممالك الخليجية أماناً واستقراراً وجاذبية، فقد تعرضت السعودية لهجمات من “أنصار الله” بشكل مستمر بسبب تورطها في الحرب، كما أن عُمان والكويت تشهدان حركات احتجاج مستمرة تتسبب في إغلاق الطرق أحياناً وتخريب المباني وتعكس حالة من عدم اليقين السياسي مع استجابة حكوماتهما للمطالبات الشعبية.
ولكن مع أن قطر تستضيف قاعدة عسكرية أمريكية كبيرة، فمن غير المرجح أن تواجه هجمات مماثلة من “أنصار الله” بسبب خروج الدوحة من اليمن في عام 2017 وعلاقتها الأدفأ نسبيًا مع إيران.
وعلى عكس الإمارات (التي بدأت مؤخرًا فقط في تذويب الجليد في علاقاتها مع إيران)، فقد سعت قطر إلى أن تظل محايدة وسط المنافسة الأمريكية الإيرانية، بل إنها اعتمدت على طهران أيضًا للتجارة والحصول على الإمدادات الغذائية خلال الحصار الذي استمر 4 سنوات.
ستتجلى صورة قطر كملاذ إقليمي آمن عندما تستضيف البلاد كأس العالم في نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول 2022، وسوف تجتذب البطولة اهتماما إعلاميا واسع النطاق، وكذلك الآلاف من السياح الذين سيقيم بعضهم في الإمارات، وحتى لو لم يشن "أنصار الله" ضربات خلال مباريات كأس العالم، فإن التهديد القائم سيظل مخيمًا على السياح الذين اختاروا البقاء في الإمارات، حيث ستنصحهم حكوماتهم بأن يكونوا على حذر من هذه الهجمات، ما يعزز السمعة عن الإمارات بأنها أقل أمانًا من قطر.
أضيف بتاريخ :2022/02/03