#تقرير_خاص : عرض عضلات لمحمد سلمان ورسائل مبطنة لأمريكا
رائد الماجد...
في ضوء الأحداث الساخنة التي تشعل الساحة الدوليّة، وأبرزَها الحرب الأوكرانيّة الروسيّة، خرج ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في حوار مع مجلة “ذا أتلانتك” الأمريكيّة ليعلن مجموعة من المواقف إزاء الأوضاع الداخليّة والعلاقات الخارجيّة.
يحاول ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تأمين سياق سلس وهادئ لمسيرة حكمه، ويعمل بكل ما أوتي من قوّة ونفوذ على تماسك حكمه في ظل العداء والخلاف بينه وبين جزء كبير من أفراد عائلة آل سعود، وهو يخوض صراع لم يعد خفيّاً بينه وبين من بقي من أعمامه على قيد الحياة وأبنائهم.
ولا يبدو أنه يحقّق أي إيجابيّات في تحصيل المزيد من الدعم والتأييد داخل الأسرة، والتي يملك الأمراء والمعارضون فيها علاقات واسعة، خصوصاً داخل الإدارة الأميركية، وغيرها من الجهات الدولية، وحتى المحلية المعارضة، وهذا ما يفسّر تصويبه اللافت على الأخوان المسلمين ومن وصفهم بالمتشدّدين، إذ كان يغمز من قناة التواصل المفتوحة بينهم وبين بعض المعارضين لحكمه من داخل الأسرة الحاكمة.
وهو إذ تعمّد الترويج لإنجازات لم يحققها، تعثّر مجدداً بملف انتهاكات حقوق الإنسان وفي مقدمتها اغتيال الصحفي جمال خاشقجي، خطاب مليء بالتناقضات، يفضَحُهُ انكفاء الاستثمارات الأجنبيّة، ومركزيّة النفط الاقتصاديّة في “السعودية” حتى اليوم.
الأمر الأهم بالنسبة لحكام “السعودية” منذ صفقة عبد العزيز مع روزفلت، هو أن يذهبوا إلى الولايات المتّحدة، الأم الحاضنة، ذلك أن الأم الوالدة هي بريطانيا، بحسب تعبيره.
أما عن الظروف الحاليّة التي دفعت محمد بن سلمان للظهور فإنه بعد اغتيال خاشقجي، أصبح محمد بن سلمان منبوذاً دولياً، وقد صرّح الرؤساء الغربيون وخصوصاً بايدن بأنهم لن يستقبلوا ابن سلمان، والآن بعد انشغال العالم بالأزمة الروسية الأوكرانية، أراد محمد بن سلمان أن يتطفّل على المائدة الدوليّة، فخرج بحوار مع مجلة “ذا أتلانتيك” الأمريكية، وهي ليست بأهمية “واشنطن بوست” أو “لوس أنجلوس تايمز”، وعلى الأرجح أن المقابلة تمّت بطلب منه.
والهدف من هذا الحوار، هو أن يوضّح محمد بن سلمان موقفه، وأن يرسل رسائل للولايات المتحدة فيها نوع من التهديد المبطّن اقتداءً بعمل الإمارات لأن الأخيرة قامت بأعمال أثبتت فيها أنها قادرة على أن تتمرّد جزئياً على الولايات المتحدة.
الخيط الأساسي الذي خاط به ابن سلمان مواقفه في مقابلته الأخيرة يقوم على استراتيجية هامّة تتلخّص في إرساء ركائز عامة تُفيده في تثبيت حكمه ورسم معالم واضحة لمرحلة توليه عرش المملكة. لذا، فإن تأكيده على أن “السعودية” لا يمكن أن تكون ديموقراطية، ولا حتى ملكية دستورية، ووضعه نماذج الحكم الأخرى في إطار “الخيانة والانقلاب” تعزّز استراتيجيته تلك.
أما في ما يتعلّق في منهج تغريب البلاد لإعادة هندسة الواقع الثقافي والاجتماعي، فهو مشروع متعلّق بتقديم “السعودية” في عهده على أنها “مملكة الانفتاح، والاعتدال، والترفيه”، وتحويل وجه البلاد إلى ما يشبه الغرب، مما – باعتقاده – أنه يسهّل عملية تقبّله كحاكم شاب منفتح أزال الكثير من صورة التشدّد والتكفير التي كانت ملتصقة بالسعودية طيلة العقود الماضية.
إلا أن الغرب، بقدر ما يهتم بهذه الشكليات، لكنه أيضاً يهتم بمسألة الحقوق والحريّات والمشاركة، والتي هي مبادئ لا تزال تشكّل عقبة كبيرة أمام طموح الأمير
أضيف بتاريخ :2022/03/09