#تقرير_خاص: ترفيه وانفتاح وإعدام.. وما خفي أعظم من رؤية #ابن_سلمان
رائد الماجد...
حزمة كبيرة من الإعدامات نفذتها سلطات السفاح محمد بن سلمان راح ضحيتها 81 شخص بتهم واهية تم لصقها بهم، رافقها بطبيعة الحال حالة تنديد عربي واسعة تندد بهذه الجريمة التي جاءت بالتزامن مع انشغال العالم بالأزمة الأوكرانية، فظنت السطات السعودية أنه لن يأبه أحد لجريمتها.
تأتي حزمة الإعدامات هذه في ذروة سعي السعودية بجهود مالية ونفوذ دبلوماسي للترويج لولي العهد محمد بن سلمان بوصفه ينقل السعودية من الانغلاق نحو انفتاح لم تشهده البلاد من قبل، فبعد حزمة إصلاحات على مستوى منح النساء حق قيادة السيارات وتخفيف القيود الاجتماعية والقانونية والسماح بانفتاح على مستوى الترفيه والترويج لمستقبل فني وثقافي في السعودية، تصطدم تلك الإصلاحات بحقائق بالغة الدموية: جريمة القتل المروعة للصحافي جمال خاشقجي عام 2018 والآن حزمة الإعدامات وما بينهما من اعتقالات وتعذيب وخنق لحرية التعبير والرأي السياسي.
المفارقة أن هذه الإعدامات تأتي بعد أيام قليلة من مقابلة أجراها ولي العهد السعودية من مجلة “ذي أتلانتك” الأميركية أثارت الكثير من الجدل داخل السعودية وحتى في الولايات المتحدة.
في مقابلته مع المجلة يقول بن سلمان عند سؤاله عن الملف الحقوقي السيئ للسعودية إن القضية ليست نقصاً في الرحمة، “إنها مشكلة توازن”.. نعم هناك ليبراليون وغيرهم أخلوا بأمن الدولة وربما يكون بعضهم مرشحاً للحصول على عفو ملكي لكن بعض من هم في السجن هم في الواقع أشخاص سيئون ولا يمكن منح العفو بشكل انتقائي، “لديك لنقل أقصى اليسار وأقصى اليمين المتطرف… إذا منحت العفو في مجال ما فعليك أن تمنح ذلك لبعض الأشخاص السيئين للغاية وهذا سيعيد كل شيء الى الوراء في السعودية”.
وكأن هذا التصريح مقدمة لحزمة الإعدامات والموازنة التي حاولت التوزيعات الطائفية والسياسية لمن شملتهم ايصالها.
هذه المقابلة انتقدها صحافيون أمريكيون وغربيون ووصفوها بأنها ساهمت في التطبيع مع بن سلمان الذي اقترن اسمه بجريمة قتل خاشقجي وباعتقال وتعذيب ناشطات وناشطين بسبب مطالباتهم الحقوقية.
تحدث بن سلمان في مقابلته عن إيقاف الإعدامات وقدم صورة زاهية ووعود مخادعة وجاءت قائمة الإعدامات لتناقض هذه الوعود.
المثير للاستغراب أكثر في هذه المجزرة، أن بعض الأهالي لم يعلموا إلا عن طريق الواتساب أو تويتر بل إن البعض عرف بعد مرور ساعات على إعلان تنفيذ الإعدام عبر وسائل الإعلام ولم يسمح لهم (المعدومين) بلقاء وداع أو وصية أو أي حق ولو بسيط…هذا الإعدام لعدد كبير هو للترهيب ورسالة عنيفة دموية وقاسية إذ لم تكلف الحكومة نفسها عناء تبليغ الأهالي بطريقة انسانية بمصير أبنائهم.
فجاءت عمليات الإعدام هذه بعد محاولة تجميل صورة بن سلمان في الغرب عبر “ذي أتلانتك” وحملات الدعاية السياسية التي تحاول تقديم بن سلمان على أنه قد تغير، وأن جريمة قتل خاشقجي هي استثناء، لكن هذا العدد ليس رقماً اعتباطياً بل هو عملية مقصودة من بن سلمان لإعطاء رسالة للعالم أنه سيفعل ما بوسعه وأن ما رأيتموه قبلاً في جريمة خاشقجي واعتقال وتعذيب الناشطات هو لا شيء، وما يحصل هو تخويف وارعاب للناس وليس بحثاً عن شرعية سياسية.
فكل إجراءات التضييق ضد الناشطات والناشطين والمعارضين السياسيين والآن حزمة الإعدامات يجري تقديمها في الخطاب الرسمي بوصفها خطوات ضرورية لحماية السعودية من الإرهاب والمتربصين، لكن بات واضحاً اليوم أم محمد بن سلمان لم يفشل فقط في القضاء على الإرهاب بل إن وجوده هو سبب من أسباب تصاعده.
أضيف بتاريخ :2022/03/14