#تقرير_خاص : “لتنفيذ وعد #بايدن لحلفائه.. بدء "الحلب” الأمريكي لـ”الضرع” السعودي مجدداً
رائد الماجد...
بعد أن ورّط بايدن أوروبا في الأزمة الأوكرانية ودفع بالعالم إلى تداعيات وأزمات ارتدادية لموجة العقوبات ضد روسيا في الطاقة العالمية، قرر بايدن التوجه إلى الرياض في مسعى واثق لمعالجة إشكالية الارتفاعات في أسعار البنزين المرشحة لتجاوز حاجز ال 300 دولار للبرميل حسب نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكسندر نوفاك مالم يكن هناك ضخ لكميات اكثر من النفط للسوق العالمية، وهو ما ينتظره بايدن من “الضرع الحلوب” السعودية أكبر منتجي “الأوبك”.
تؤكد المعلومات أن مستشاري الرئيس الأمريكي جو بايدن ناقشوا زيارة محتملة إلى السعودية قريبًا للمساعدة في إصلاح العلاقات وإقناع المملكة بضخ المزيد من النفط، لمواجهة الزيادة الخيالية في أسعار النفط والغاز بسبب العقوبات المفروضة على صادرات النفط الروسية.
الأمر في دلالاته أيضا يشير إلى أن ما عمل اللوبي الأمريكي التسويق له من تضاءل الاعتماد على النفط السعودي إنما كان يندرج ضمن محاولات درء المخاوف من استمرار أمريكا في “شفط الضرع السعودي”، أما حاجة أمريكا لاستغلال واستنزاف السعودية فهي مسألة لا يمكن إنكارها.
يقول المستشار السابق في مكتب وزير الدفاع الأمريكي، بلال صعب: الرئيس الأمريكي جو بايدن يعلم أنه لا يستطيع الوفاء بوعد حملته الرئاسية بأن يشعر قادة السعودية أنهم “منبوذون”. لماذا؟ لأن المصالح الوطنية للولايات المتحدة تتطلب خلاف ذلك، ويلفت صعب، النظر إلى زيارة منسق مجلس الأمن القومي للشرق الأوسط بريت ماكغورك، ومبعوث وزارة الخارجية لشؤون الطاقة آموس هوشتاين، الرياض لإقناع السعوديين بضخ المزيد من النفط لخفض الأسعار العالمية – التي ارتفعت مؤخرًا بسبب الأزمة العسكرية الروسية الأوكرانية.
ويؤكد في مقال نشره معهد الشرق الأوسط ان هذه الزيارة هي أحدث مثال على أهمية العلاقة السعودية، ومدى احتياج الولايات المتحدة إليها على الرغم من كل التصريحات حول الاكتفاء الذاتي للولايات المتحدة من الطاقة.
يرى مراقبون، أن السعودية أكبر مصادر نفط في العالمـ وأرامكو تعتبر البنك المركزي للطاقة العالمية بسبب قدرتها الفائضة (امتلك الامريكان ارامكو لأربعين عام)، بالتالي لو انخفض المتاح النفطي العالمي لأي سبب، كما حدث في حالة حرب روسيا، أوكرانيا، وحدها السعودية تحتفظ بالقدرة الاحتياطية لضخ مليوني برميل إضافي يوميًا لتحقيق التوازن في السوق، بما يعني أن نفط السعودية يتحكم في سعر البنزين في الولايات المتحدة.
إذاُ.. تضمنُ الولايات المُتّحدة استِقرار شبهِ الجزيرة العربيّة وبشكلٍ أَوسع استقرارَ منطقةِ الخليج من خلالِ دعمٍ قانونيّ وعسكريّ لآلِ سعود في إشكاليّاتِهم مع باقي إماراتِ شبه الجزيرة، في المقابل، تضمن المملكة الجزء الأكبر من إمدادات الطاقة للولايات المتحدة، دون أن تعطي حق الملكية لأي جزء من الأراضي السعودية، والشركات المتعاملة تقوم فقط بكراء الأراضي التي تعمل فيها.. من هنا فان شَدّ بايدن رحاله إلى السعودية تأتي في سياق الاتفاق.
فمنذ وقت مبكر من الأزمة الروسية الاوكرانية، سعى الرئيس الأمريكي لتطمين حلفاءه الأوروبيين بالوقوف إلى جانبهم لامتصاص ارتدادات العقوبات المخطط فرضها على روسيا مع علمه بجدية المخاوف الأوروبية من التأثر بوقف تدفق النفط والغاز الروسي إلى أوروبا، فتحرك في أكثر من اتجاه لمساعدة الحلفاء الأوروبيين في إيجاد إمدادات بديلة للطاقة، واذا ما علمنا أن العالم يستهلك حوالي 100 مليون برميل نفط يوميًا، تنتج روسيا 10% منهم، فإن هذا يعني ان انقطاع إمدادات الطاقة الروسية سيؤثر بشكل مباشر على وسائل الحياة في أوروبا، اذ سيقود إلى ارتفاع فواتير الكهرباء والغاز للأسر الأوروبيةـ لذلك رأى بايدن أن ثروات الشرق الأوسط وفي القلب منه، السعودية تبقى هي الملاذ الآمن لتعويض أي عجز أو نقص في المعروض العالمي من المواد النفطية، السعودية بالنفط، وقطر بالغاز، واتخذ قراره للانتقال المباشر إلى الرياض وليس عبر وسائل الاتصال الإلكترونية الحديثة.
أضيف بتاريخ :2022/03/17