#تقرير_خاص : ماهي رسائل #بن_سلمان من الإعدامات الجماعية الأخيرة في #السعودية ؟
محمد الفرج...
مع انشغال العالم كله بأزمة أوكرانيا وارتفاع أسعار الطاقة، شعر ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" على ما يبدو أن هذه هي اللحظة المناسبة لتنفيذ سلسلة من الإعدامات على نطاق واسع.
ويرى "بن سلمان" أن مستقبل العديد من القادة الغربيين، ولا سيما رئيس الوزراء البريطاني "بوريس جونسون" والرئيس الأمريكي "جو بايدن"، إلى جانب الانتعاش الاقتصادي العالمي بعد عامين من التضخم نتيجة "كوفيد-19"، يعتمد على تأمين النفط والغاز بأسعار رخيصة.
لذلك كانت هذه هي اللحظة التاريخية لولي العهد لاستعراض عضلاته ومطالبة الغرب بمعاملته باحترام، بعد 3 أعوام من اعتباره منبوذا.
وفي مقابلة حديثة مع "ذا أتلانتيك"، سئل ولي العهد عما إذا كانت الإعدامات قد لقيت صدى سيئا في الولايات المتحدة، أجاب "بن سلمان": "ببساطة، أنا لا أهتم"، وأكد أنه لا يوجد بلد آخر لديه الحق في التدخل في كيفية تعامله مع رعاياه.
وعلى ما يبدو، فإن عمليات الإعدام والاحتجاز والمعاملة غير القانونية للسجناء ومختلف انتهاكات حقوق الإنسان الأخرى كلها مسائل تتعلق بالسيادة الوطنية عند ولي العهد.
باختصار، إذا كان الغرب يريد نفطا رخيصا، فعليه أن يتسامح مع تجاوزاته بدلا من طرح مثل هذه الأمور على طاولة المفاوضات.
يحتاج ولي العهد السعودي اعتراف واشنطن به كملك مستقبلي فيما يسعى إلى التواصل المباشر مع "بايدن" الذي يصر على التواصل مع والده المسن الملك "سلمان"، وفي الواقع، يدرك الأخير جيدا أن مستقبله يعتمد على تعامل واشنطن معه بشكل مباشر.
ويمكن لولي العهد استعراض عضلاته في الداخل وتنفيذ العديد من عمليات الإعدام كما يشاء، لكنه يحتاج في النهاية إلى واشنطن لتأمين العرش، في حين تعمل بريطانيا كميسر ومزود للتكنولوجيا العسكرية.
وبينما تستمر الولايات المتحدة في احتلال المركز الأول في تسليح السعودية، تأتي بريطانيا في المرتبة الثانية في القائمة.
ويريد ولي العهد أن تتوقف الولايات المتحدة وبريطانيا، بالإضافة إلى الدول الغربية الأخرى، عن إلقاء المحاضرات عليه بشأن تغير المناخ والطاقة النظيفة، فلا يريد استبدال آبار النفط التي تدر مليارات الدولارات بألواح شمسية.
وهناك عامل آخر وهو الحرب المشؤومة التي تقودها السعودية في اليمن، التي أصبحت ممكنة لأن كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرتا الأسلحة للمملكة فضلا عن الحماية من الانتقادات الدولية في الأمم المتحدة والمنتديات الأخرى.
وفي حين أن هذه المساعدة لم تؤمن النصر الذي كان يأمل فيه "بن سلمان"، إلا أنها كشفت النفاق الغربي فيما يتعلق بالحكام المستبدين الذين تحتاجهم الدول الغربية، ومثل غيره من الديكتاتوريين، لا يهتم "بن سلمان" بسمعته، لكن في البلاد التي تعتبر نفسها ديمقراطية ينبغي توقع مستوى معين من الاتساق واللياقة، خاصة عندما تقوم الدول الغربية كثيرا بإلقاء محاضرات على العالم حول حقوق الإنسان والسياسة الخارجية الأخلاقية، ومن المؤكد أن لدى "بن سلمان" قائمة طويلة من عمليات الإعدام التي يريد تنفيذها في المستقبل.
أضيف بتاريخ :2022/03/20